150 ألف تذكرة لجمهور العاصمة وقسنطينة

+ -

شهدت الحياة الثقافية والفنية على مدى شهر رمضان، على جميع الأصعدة من التلفزيون إلى المسارح والمتاحف وخيم الحفلات، إقبالا للجمهور والفنانين والممثلين ولاسيما الفكاهيين منهم الذين آنسوا ليالي الجزائريين لمدة ثلاثين يوما بعد الإفطار حتى ساعات متأخرة من الليل.عكست حصيلة الحفلات التي أشرف على إحيائها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، خلال شهر رمضان، حركية مرتفعة، فقاعة الموڤار التي خصصت للسهرات الطربية الشعبية والأندلسية، من 22 جوان إلى 13 جويلية 2015 شارك فيها 300 فنان موزعين بين المطربين والموسيقيين، بينما نشط سهرات قاعة الأطلس التي خصصت لليالي التراث والموشح 420 فنان. كما منح تزامن شهر رمضان هذا العام مع إحياء الذكرى 53 لاستقلال الجزائر، مسرح الهواء الطلق “الكازيف” بسيدي فرج فرصة رمضانية لمتابعة عرض ملحمة تاريخ الجزائر. وقد بلغ مجمل عدد الجمهور الذي تابع سهرات رمضان التي نظمها الديوان خمسين ألفا في الفضاءات المغلقة الكازيف، شنوة، الأطلس والموڤار وقاعة أحمد باي، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من زوار حفلات الهواء الطلق التي كانت تنظم يوميا في شاطئ الصابلات.وقال سمير مفتاح، مدير الإعلام بالديوان الوطني للثقافة والإعلام: “يمكننا القول إننا حققنا الغاية المرجوة من خلال برنامج الديوان طيلة شهر رمضان من حيث النوع والكم، فقرابة 2000 فنان جزائري بين موسيقيين ومؤدين ساهموا في إحياء هذه الأطباق الفنية عبر مختلف فضاءات الديوان من ملحقة عبد الوهاب سليم بتيبازة إلى مسرح الهواء الطلق بسيدي فرج، إلى قاعتي الأطلس والموڤار وفضاء الصابلات الذي احتضن عدة سهرات، إضافة لثاني تجربة من أيام الجنوب الثقافية، حيث استقدمنا فرقا فنية وحرفيين، ومعارض تقليدية من ولايات الجنوب للمشاركة في إحياء سهرات رمضان في العاصمة وكذا قاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة التي استطاعت في ظرف وجيز أن تصنع لها جمهورا ومكانا في المشهد الثقافي لمدينة قسنطينة”.وقد غلب على سهرات رمضان هذا العام الطابع الموسيقي، بينما كان حضور الندوات الفكرية والأدبية محتشما مقارنة بالنشاطات الثقافية التي نظمت سواء من طرف مؤسسات حكومية أو شركات خاصة، على غرار سهرات خيمة “وال سوند” بفندق الهلتون التي نظمت 17 حفلة أغلبها في الموسيقى وفن الفكاهة، شأنها في ذلك شأن خيمة “ڤعدة نوبة” بفندق الأوراسي، وهي سهرات كانت مخصصة لجمهور نوعي بالدرجة الأولى مقارنة بأسعار التذاكر التي كانت تصل إلى ألفي دينار جزائري، ورغم ذلك فقد صنعت سهرات الشركات الخاصة الحدث بامتياز واستقطبت جمهورا غفيرا لا يأبه بأسعار التذاكر المرتفعة.ولا نجد في أجندة رمضان إلا القليل من اللقاءات الفكرية، فعلى سبيل المثال نظمت مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر سهرات أدبية على مستوى مكتبة الشباب ديدوش مراد بالعاصمة، تضمنت الشعر، القصص، الموسيقى والبوقالات مقدمة من طرف مجموعة من الشعراء، الموسيقيين، والحكاواتي، بالإضافة إلى ورشة لتركيب الجواهر للسيدة “فوزية حسني”، بينما قادت الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بدار عبد اللطيف برنامجا نوعيا شمل السينما وعروض أفلام قصيرة.من جهته، استقطب متحف “باردو” المئات من عشاق السهر، للسنة الثانية على التوالي، حيث بات المتحف يتنفس بعطر السهرات والألوان كل ليلة بمناسبة شهر رمضان، ويستقطب الزوار الذين يقصدونه لقضاء أوقات مميزة تحت الأضواء الجميلة التي تزين المكان وتجعله أكثر دفئا مع أكواب الشاي والحلويات الجزائرية. ولم يعد المتحف محطة يتوقف عندها فقط عشاق الآثار والتراث من الزوار الذين يسعون لالتقاط الصور، بغاية التعرف على التحف “الأثنوغرافية” على هامش حسابات الزائرين، بينما يشد رونق المكان المعتق بحكايات الغرام وقصص العلاقات التاريخية لسكان شمال إفريقيا التي يحكيها متحف باردو منذ عام 1879، المال الخاص أكثر فأكثر للاستثمار فيه بكل الطرق.وقد استقطبت المبادرة التي أعطت لها الوزيرة السابقة نادية لعبيدي الضوء الأخضر، الجمهور إلى متحف باردو، حيث يحقق أزيد من 800 زائر يوميا، هذا المعدل للإقبال خلال سهرات رمضان يميزه برنامج ثقافي وفني، بين عروض فكاهية قدمها الممثل “كمال عبدات” وبين ألوان الموسيقى المختلفة التي سافر معها الجمهور بأصوات مختلفة، حميدو، سمير تومي، ليلى بورسال وفرقة الداي التي أحيت حفلها الأول بمتحف باردو.ليالي متحف “باردو” اليوم هي حكايات معتقة بروح التاريخ، قام بسردها الباحث في الشؤون الإسلامية كمال شكاط الذي أجاب عن تساؤلات الحاضرين الذين استمعوا لقصص سماحة الإسلام ومقاصده.وقال الإعلامي محرز رابية، المشرف على المبادرة، في تصريح لـ”الخبر”: “هذه السنة الثانية التي ننظم فيها سهرات ولقاءات مع الجمهور الجزائري بمتحف “باردو”. لقد كان الإقبال هذا العام جد معتبر، حيث وصلنا إلى 15 ألف زائر خلال 26 يوما، بمعدل 800 زائر يوميا. وحظي الجمهور بفرصة هامة للتقرب من المتحف ولقاء الفنانين، كما كان المتحف فرصة أيضا للتزود بالعلم مع جلسات أسبوعية في الفكر الإسلامي، كان يقدمها الباحث في الشؤون الإسلامية، كمال شكاط، حيث لاحظنا هذا العام إقبالا أكبر للعائلات الجزائرية، وهذا أمر محفز بالنسبة لبعض الأصوات التي أرادت تحطيم المبادرة. أقول لقد زارنا وفد من وزارة الثقافة برئاسة سكرتير الوزير، وقد أبدى إعجابه بالمبادرة، كما أنني التقيت بالوزير عز الدين ميهوبي وتمنى لنا التوفيق في المبادرة وحثنا على العمل من أجل تقديم صورة جيدة للمتحف، وحظينا بدعم من المتحف الوطني وكذا من قبل وزارة الثقافة، لكننا لم نطلب من الوزارة تقديم الدعم المادي. وكي نتكلم بوضوح أكثر وبلغة الأرقام أوضح أن ميزانية المبادرة كانت 2 مليار و120 مليون سنتيم، ولأن هذا الرقم كبير فقد استعنا بالشركات الخاصة لترعى المبادرة وقد تكلفت بنسبة 50 بالمائة من الميزانية، أما الباقي فهي من عائدات المبادرة. لقد استفاد المتحف كثيرا من هذه المبادرة التي نعمل على تطويرها في المراحل القادمة، من خلال تنظيم لقاءات فنية كل نهاية أسبوع خلال الصيف وستكون هذه السهرات مجانية للجمهور”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات