الدراما العربية تطيح بـ”الإخوان” و”داعش”

38serv

+ -

مع نهاية رمضان الكريم، حملت الدراما العربية رسائل سياسية وأمنية مباشرة كما في الأعمال الخليجية والمصرية. وبمقارنة بسيطة بين واقع الدراما الجزائرية في عز الأزمة وبين نظيرتها المصرية، فإن هذه الأخيرة ترفض الخروج عن مشاهد الواقع، وتقدم الفن في قالب “مشفر” أحيانا، ومباشر في مراحل متعددة،  وبالتالي ليست هذه هي المرة الأولى التي تكتب فيها السياسة سيناريوهات دراما رمضان المصرية،  فمنذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، كان شهر رمضان موعدا فنيا مع السياسة. على عكس السينما الجزائرية التي صنعت أفلاما من عمق الواقع الجزائري، السياسي والأمني في سنوات العشرية السوداء، كفيلم “رشيدة” للمخرجة يمنية شويخ، ظلت المسلسلات الرمضانية الجزائرية تعاني من أزمة في اختيار مواضيع بعيدة عن السياسة، وراحت تبحث عن حكايات اجتماعية وأخرى عاطفية، لتقدم “شفيقة” مع جميلة عراس وإخراج المرحوم جمال فزاز، وتعود اليوم للحديث عن الـ”حب في قفص الاتهام” مع المخرج بشير سلامي، لكنها تبقى بعيدة عن السياسة والمواضيع الراهنة، فهي تخشي الحديث عن فصول التطرف وتبتعد اليوم عن الواقع العربي.بهذا النحو لاتزال الدراما الجزائرية تعيش عزلة على عكس الدول العربية، سوريا، مصر وحتى الدراما الخليجية هي الأخرى عرفت كيف تصنع من الواقع السياسي والأمني في العالم العربي مسلسلا مثيرا للانتباه، كمسلسل “سيلفي” للممثل ناصر القصبي، الذي صنع ملحمة فنية كوميدية مميزة حول واقع الإرهاب والتطرف في العالم العربي. فالأعمال التي تحقق هذا العام أعلى مستويات للمشاهدة في العالم العربي، هي التي واكبت التجدد والواقع، في لغة فنية عالية لا يبدو أن الدراما الجزائرية تريد أن تتعلمها. لاتزال أعمال التلفزيون الجزائري تخاطب العاطفة وتوهم نفسها بأنها تصنع الجدل بكسر الطابوهات، وقد باتت محل سخرية واستهزاء وغضب الجمهور الجزائري الذي لم يفهم هذا المستوى “الهابط” لعمل “وليد ماما” للمخرج السوري بشار أدهم الذي يبدو أنه “ورط” ممثلين جزائريين معروف عنهم أعمالهم الراقية مثل الممثلة مليكة بلباي.الدراما المصرية.. المهم “إدانة الإخوان”في مقابل ذلك، فقد وصلت الرسالة سريعة هذا العام، وقد تحولت الدراما المصرية إلى جزء لا يتجزأ من الواقع المصري تعكس على وجه الخصوص التوازنات السياسية، وهنا بعد أن سقط الإخوان من أعلى سقف هرم السلطة وانتقلوا من قصر إلى سجون ومعتقلات نظام عبد الفتاح السيسي.البداية كانت عبر الزعيم عادل إمام الذي تحدث في مسلسل “أستاذ ورئيس قسم”، مدافعا من جهة عن اليسار، مقدسا ثورة “25 يناير” التي أطاحت بنظام مبارك، مرورا بمسلسل “مولانا العاشق” من بطولة الممثل مصطفى شعبان الذي تناول مجموعة من القضايا السياسية؛ مصورا جماعة الإخوان في ثوب “المنافقين”، بنفس الطريقة التي قدمهم بها مسلسل “دنيا جديدة” مع أبطاله الممثلين حسن يوسف وأحمد بدير، وصولا إلى ملفات تاريخية في المسلسل المصري المثير للجدل “حارة اليهود” الذي أراد أن يقول إن “اليهود أفضل من الإخوان”، حيث ركزت الأعمال الدرامية المصرية على تصفية الحسابات والانتقام من الإخوان بكل الطرق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات