+ -

تجدد الخلاف حول رؤية عيد الفطر بعد الجدل الذي سبق عند رصد هلال رمضان، ففيما أكدت جمعية الشعرى لعلم الفلك أن أول شوال موافق ليوم السبت 18 جويلية لاستحالة رؤية الهلال في جميع الدول العربية وفقا لحسابات فلكية، أكد الدكتور لوط بوناطيرو أن أول أيام العيد يوم الجمعة 17 جويلية، فعلى أي أساس اعتمد علماء الفلك لتحديد متى يفطر الجزائريون؟عاش الجزائريون عشية العيد ليلة شك حقيقية، ففيما أعلنت جل الدول العربية والإسلامية أن أول أيام العيد هو يوم الجمعة، ظل الصائمون في الجزائر يترقبون لساعات أمام شاشات التلفاز إعلان لجنة الأهلة نتائج رصد هلال عيد الفطر، وطالت ساعات الانتظار ومعها “السوسبانس”، خاصة بعد أن أُعلن عن عدم ثبوت رؤية الهلال في 17 ولاية، لتتأكد الرؤية فيما بعد.فحسب لوط بوناطيرو، دكتور دولة في علوم الأرض والفضاء ورئيس منظمة المبدعين والبحث العلمي في اتصال له مع “الخبر”، فإن الجهات التي تنبأت بتزامن عيد الفطر مع يوم السبت عوض الجمعة “كان غرضها زرع البلبلة لا غير”، مشيرا إلى أن اعتماده على الساعة الكونية التي تعطيه تواريخ الأعياد بالتدقيق، كان وراء تحديده الجمعة كأول أيام عيد الفطر المبارك.وعن اعتماد رؤية الهلال في تحديد أيام العيد، أضاف بوناطيرو قائلا إن مشكلة اعتماد الحساب أو رؤية الهلال فصل فيها القرآن الكريم في قوله تعالى: “من شهد منكم الشهر..”، مشيرا إلى أن حضور الشهادة لا تعني بالضرورة الرؤية، لأن الشهادة متعددة، حسبه، سواء بالحساب أو رؤية مجردة أو رؤية بلد آخر تعتمدها بلدان أخرى، كما أن قوله تعالى “والقمر بحسبان..” فيه تفسير لأمر آخر مفاده أن رؤية القمر مكمّلة للقاعدة الرياضية، وبالتالي يجب بناء المستقبل على أساس الحساب و”ما الرؤية إلا مكملة فقط”، على حد قوله.كما أشار بوناطيرو إلى أنه بنى حساباته على ما قدمته الساعة الكونية التي اخترعها بداية الألفين والتي “تعطي ما نحتاجه لكل زمان ومكان”، حيث إنها تمده بمواقيت الصلاة على اختلافها عند التنقل من بلد لآخر وكذا تواريخ الأعياد، موضحا أنه اعتمد عليها في تحديد يوم عيد الفطر المبارك لهذه السنة.من جانبه، أكد رئيس جمعية “الشعرى” لعلم الفلك، البروفيسور جمال ميموني، في تصريح لـ”الخبر”، على وجود فضيحة علمية بخصوص رؤية هلال العيد ليلة الجمعة الفارط، موضحا أن رؤية الهلال في بعض الولايات الجزائرية، كما جاء على لسان اللجنة الوطنية للأهلة، مجرد أوهام. وشدد جمال ميموني على أن جميع الهيئات الفلكية أكدت استحالة رؤية هلال العيد في الجزائر وباقي الدول العربية، مشيرا إلى أنه بمجرد أن ينتهي المؤذن من أداء أذان المغرب فإن الهلال يكون قد غرب، أي أن هناك مكوثا قصيرا جدا للقمر فوق الأفق وانعدام التباين بين الهلال وضوء الشفق “ويا حبذا لو اعتمدت اللجنة الوطنية للأهلة على رؤية الهلال في جنوب إفريقيا أو جنوب أمريكا اللذين كانت رؤية الهلال فيهما ممكنة”.وأشار محدثنا إلى أن كلامه عن الجزائر ينطبق على باقي الدول العربية وحتى الإسلامية كإندونيسيا مثلا، مشيرا إلى أن الأمة الإسلامية أخطأت في تقديراتها من الناحية العلمية.ونبه جمال ميموني بأن كلامه لا يعني الطعن في مصداقية العيد الذي كان أول أمس الجمعة، لأنه من الناحية الدينية لا ضير في ذلك، حيث إن هناك اجتهادات تقول بأن أول أيام العيد هو يوم الجمعة واجتهادات أخرى قالت بأنه يوم السبت “وبالتالي فاحتفالنا يوم الجمعة بالعيد لا تشوبه أي شائبة من الناحية الدينية”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات