"لاتجعلوا أعيادكم أحزانا"

قال إمام مسجد القدس بالعاصمة، جلول قسوم، إن زيارة القبور سنة مشروعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ثبت في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: “كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة” رواه مسلم.ولكن الشرع، يضيف قسوم، لم يحدد يوماً معيناً لزيارة القبور، لذلك فإن تخصيص يومي العيد بزيارة القبور لا أصل له في الدين، وقد تكون حراماً إذا رافقتها الأمور المنكرة التي نشاهدها في أيامنا هذه يوم العيد، من خروج النساء المتبرجات إلى القبور واختلاطهن بالرجال، وكذلك انتهاك حرمات الأموات من الجلوس على القبور ووطئها بالأقدام، وغير ذلك من الأمور المخالفة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.وتخصيص يوم العيد بزيارة القبور مما لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يكن من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا صحابته رضي الله عنهم زيارة القبور يوم العيد.والعيد، حسب قسوم، هو يوم فرح وسرور، ولأن النساء فيهن رقة قلب وكثرة جزع وقلة احتمال للمصائب، وهذا مظنة لبكائهن ورفع أصواتهن، وهو مخالف لحكمة العيد.يقول قسوم: “تندب الزيارة في غير العيد ويشترط فيها آداب وأخلاق، فالرسول صلى الله عليه وسلم علّم أمته ما تقول عند زيارتهم القبور، فقد ورد في الحديث: “السلام عليكم أهل الديار المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون”. نسأل الله لنا ولكم العافية” رواه مسلم.فالمشروع في حق من يزور المقابر أن يسلم على الأموات بهذه الصيغة، وأن يدعو ويستغفر لهم، لا فيما يعتاده بعض الناس في بعض الأفعال والتصرفات والمكوث مطولا والغيبة والنميمة.وأما خروج النساء إلى زيارة القبور في أي يوم من أيام السنة فالأصل فيه الجواز، لدخول النساء في عموم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم: “كنت نهيتكم.. ألا فزوروها”، ولأن العلة في زيارة القبور وهي التذكرة بالآخرة تشارك النساء فيها الرجال. وأما وضع بعض الأعشاب والزهور فهو مخالف لهدي المصطفى صل الله عليه وسلم”.وبناء على ما تقدم نصح الإمام قسوم الأمهات والبنات والرجال والشباب بأن لا يذهبوا إلى المقابر يوم العيد لأنه يوم فرح وسرور والتوسعة على العيال وزيارة الأقارب والمرضى في المستشفيات والأيتام ومشاركتهم فرحتهم قبل الأموات “كما ندعوهم إلى التصدق على أمواتهم، والدعاء لهم بالمغفرة والرحمة فإن ذلك ينفعهم ويصلهم ثوابه إن شاء الله، كما قاله بعض المحققين من العلماء”.