38serv
“الغاز الصخري هبة من الله والتقشف لا يكفي لتجاوز أزمة البترول”عبد المالك سلال: “مستمرون في استكشاف الغاز الصخري للسنوات الـ6 القادمة”سيدي السعيد: “المعارضة التي تريد زعزعة استقرار الجزائر الله لا يردها” بلغة مباشرة وصريحة، أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدم التراجع عن استغلال الغاز الصخري أو توقيف التنقيب عنه. وتزامن توقيت هذا الإعلان مع الوقفة الاحتجاجية التي كان ينظمها قادة “هيئة التشاور والمتابعة” وسط العاصمة ومناضلوها في مختلف ولايات الوطن.قال بوتفليقة إن “البترول والغاز والغاز الصخري هبة من الله، مناط بنا الاستفادة منها لصالحنا والأجيال القادمة”، حيث قرأ المستشار برئاسة الجمهورية، محمد بوغازي، أمس، من مدينة أرزيو في وهران، بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس المركزية النقابية وتأميم المحروقات، رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي حملت في طياتها رسائل سياسية إلى قوى المعارضة، لكنها موجهة إلى المواطنين الذين دعاهم فيها: “شمروا على سواعدكم وكذا كل القوى الوطنية الحية لضمان أمننا الاقتصادي، للوقاية من الكيد والأذى عبر المحاولات الداخلية والخارجية لضرب استقرار الجزائر”.وذهب بوتفليقة بعيدا في رسالته إلى المعارضة، بمقارنة تحركات قادتها وأحزابها بما حدث سنوات التسعينيات، فقال: “عصفت بنا أزمات كادت أن تودي بنا كدولة لولا يقظة الشعب وتلاحم الأفراد حول أمنه وازدهاره، فبفضل هذه اليقظة استطعنا تجاوز المحن”، مشيرا إلى الأزمة الاقتصادية عقب تهاوي سعر البترول. والملاحظ أن بوتفليقة استعمل كلمة “أزمة” لأول مرة، موضحا: “سياسة التقشف لا تكفي لمواجهة الأزمة، وليس لنا سوى الاعتماد على الإمكانيات الذاتية وسواعد عمالنا، من أجل إيجاد بدائل للمحروقات، ونحن قادرون وواصلون بإذن الله”. وأرفق بوتفليقة حديثه عن الغاز الصخري، بالتطرق قبل ذلك إلى حصيلة تأميم المحروقات التي وصفها بـ”الإيجابية”، وأفاد: “اكتشفنا 430 بئر للغاز والبترول، ثلثها للشركات الوطنية، وتضاعف إنتاج البترول بثلاث مرات، والغاز المميع بـ25 مرة، مقارنة بسنة 1971”، مضيفا: “البترول والغاز والغاز الصخري هبة من الله مناط بنا الاستفادة منها لصالحنا وصالح الأجيال القادمة، مع الحرص على صون البيئة والصحة وتحسين المستوى المعيشي بوارداتها، والدليل واضح في السكن والربط بالكهرباء والماء واقتناء المواد الاستهلاكية العادية”.وفي محاولة لطمأنة الجزائريين في أعقاب انخفاض سعر البترول، أوضح الرئيس: “نملك الوسائل لمواجهة الأوضاع وكلفنا الحكومة بتخفيض الصدمات على النمو وحماية الفئات الاجتماعية الأكثر ضعفا، وتنشيط الفلاحة والسياحة والصناعة، مع توخي اليقظة في التقليص من الواردات ورفع وتيرة الإصلاحات، ولن تنال منا الظروف الحالية لتحقيق العدالة والتضامن الوطني”.بدوره، لم يغفل الوزير الأول، عبد المالك سلال، أثناء الكلمة التي ألقاها في قاعة متعددة الرياضيات وسط مدينة أرزيو، الهجوم على المعارضة التي خرجت، أمس، إلى الشارع في إطار وقفة تضامنية مع سكان الجنوب حول الغاز الصخري، وقال: “البعض يريد زعزعة استقرار البلاد والتشكيك فينا، ولن تؤثر فينا دعواتهم في الحفاظ على المكتسبات”. وأوضح سلال: “بالأمس حاولوا ضرب استقرار البلاد بتسييس الدين (يقصد الفيس) فكانت النتيجة 200 ألف قتيل، واليوم اختاروا زعزعة الوحدة الوطنية في غرادية وورڤلة، ثم الآن في عين صالح، وهذا أمر غير مقبول”، مشيرا إلى أن “الحكومة تتجاوز صعوبات أزمة البترول، وعندنا كامل الإمكانيات للحفاظ على انسجام المجتمع، ولن نوقف الدعم الاجتماعي رغم الفاتورة العالية التي تفوق 60 مليار دولار، أو نزيد في أسعار الكهرباء والماء”. وعن الغاز الصخري، قال سلال: “أرحب بكل الآراء المعاكسة حول القضية، ولكن رأي الجماعة حكم باستغلال الغاز الصخري، ونحن نسير مع رأي الجماعة، وهذه هي الديمقراطية، مع العلم أنني أؤكد لكل الجزائريين بأنه لا يوجد استغلال وإنما دراسات لمعرفة مقدار هذه الطاقة، ولم نوقف استغلال الغاز غير التقليدي (الغاز الصخري)، ومستمرون في الاستكشاف لمدة 6 سنوات قادمة، علما أننا اكتشفنا مؤخرا مخزونا بتروليا في ولايات البيض وغرادية وورڤلة”.من جهته، شن أمين عام الاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، هجوما حادا على قادة المعارضة، فما لم يقله بوتفليقة وسلال، قاله سيدي السعيد بطريقة غريبة جدا، ذاكرا: “لا نرضى باستغلال ذكرى 24 فيفري من قبل أطراف لاستعمال حساسيات الشباب والمجتمع لمحاولة كسر الأمة، وهذا سلوك مرفوض، ومن يريد رهن مستقبل الجزائر نحو اللااستقرار السياسي أو الاجتماعي “الله لا تردو”، فأين كان هؤلاء عندما كان الناس يموتون (سنوات الإرهاب)، والآن يظهرون لزعزعة استقرارنا، لذلك “ياو فاقوا”، وهم بهذا السلوك كالقطط يقفزون دائما”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات