المسجد في عمل جواري لتطهير الحي من الآفات الاجتماعية

+ -

 أطلق إمام مسجد البشير الإبراهيمي بشارع الشهداء في العاصمة عملية روحانية ربانية اجتماعية في شهر رمضان، على أن تستمر باقي أيام السنة، وذلك بتنظيم سهرات رمضانية بمناسبة الشهر الفضيل، أطلق عليها اسم “السمر الرمضاني”، في تجربة لم يسبق لها مثيل، كنوع من التغيير في طريقة تلقين مبادئ الدين الإسلامي وأيضا الاقتراب من مشاكل الشباب ومحاولة إيجاد حلول لها.رأى إمام المسجد، الأستاذ عبد القادر سناتي، بعد تحليل واقع الشباب، الذي تداعت عليه الآفات وتكالبت عليه المشاكل من كل حدب وصوب، أن الخلل يكمن في استقالة المؤسسة الدينية عن مهامها الجليلة بعد أن كانت تتمتع بسلطة التأثير والتصويب في سلوكات المواطن والردع تحت طائل الدين. وأدرك الأستاذ الذي يقود عملا جواريا كبيرا أن عامل التغيير يكمن في أساسيات الوعظ والتلقين، فأصبح من الضروري أن تتحمل المؤسسة الدينية على عاتقها مسؤولية النصح والإرشاد والاقتراب من الناس، سيما هؤلاء الذين لا يمكنهم دخول المسجد لأسباب عديدة، وبالتالي فهم لا يكادون يعرفون عن الدين إلا الشيء القليل جدا، حسب الأستاذ سناتي.  ويتم في سهرات السمر الرمضاني سماع آيات بيّنات من القرآن الكريم يتلوها شباب المسجد وبعض الشيوخ، وعند ختم ما تيسر من القرآن الكريم يتم تداول صحيح الأحاديث النبوية الشريفة، وعند الوقوف في إبهام تفسيره أو استصعاب فهمه من قِبل الشباب يقوم الإمام بشرحها بطريقة سلسة وواضحة مع إعطاء أمثلة حية من الواقع، حتى يسهل عليهم المقاربة وعند الانتهاء من المحورين الأساسيين يفتح إمام المسجد المجال للشباب ليطرحوا الأسئلة ويكون الإمام مطالبا بالرد عليها، وكل ذلك في الساحة المجاورة لمسجد البشير الإبراهيمي بشارع الشهداء، وهي الساحة التي يلتقي فيها بعض شباب السوء ويمارسون فيها آفاتهم المضرة بالمجتمع كالمخدرات والمهلوسات وغيرها من الأفعال التي يرفضها المجتمع.حلقات دروس في الساحة المجاورة للمسجدوفي هذه المبادرة يقوم إمام مسجد البشير الإبراهيمي بالتخلي عن الطريقة التقليدية في تقديم الدروس الدينية، حيث اعتمد في برنامج “السمر الرمضاني” تغيير أماكن تلاوة القرآن وإلقاء الدروس من المساجد كنوع من حلقات الدرس المعروفة، إلى الساحة المجاورة للمسجد، حيث يلتقي أصدقاء السوء ومستهلكو المخدرات، وبذلك يكون قد اقترب بطريقة ذكية من الشباب البعيدين عن الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة، لهدايتهم للطريق السوي والتواصل معهم بغرض سماع مشاكلهم وانشغالاتهم ومعرفة أسباب توجههم للطريق غير المستقيم، وأيضا مساعدتهم على حل مشاكل العصر التي باتت تفتك بعقل وجسم الشباب، كالتدخين والمخدرات والأقراص المهلوسة، كل هذا في إطار ديني لما يتمتع به النص الديني من تأثير وإقناع يريح به من ضل سواء السبيل.وقررت إدارة مسجد البشير الإبراهيمي مواصلة “تطهير” الساحة المجاورة للمسجد وكل حي شارع الشهداء من المظاهر المشينة والمسيئة للمجتمع، وذلك من خلال الإبقاء على “السمر الروحاني” بإقامة حلقات الذكر بهذه الساحة العمومية، وطلب إمام المسجد الأستاذ عبد القادر سناتي من سكان الحي المشاركة فيها، ولو من باب الحضور فقط.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات