عندما كان قادة “هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة”، وأتباعها بمختلف ولايات الوطن، يتظاهرون وسط العاصمة تضامنا مع سكان عين صالح ضد الغاز الصخري، كان الرئيس بوتفليقة يقرأ، بلسان مستشاره محمد علي بوغازي، رسالة من وهران، أن لا تراجع عما بدأته الحكومة قبل أشهر. واعتبر الرئيس الغاز الصخري ”هبة من الله”، ولأن الهبة لا ترد، فلم تتحرج السلطة في الرد على الاحتجاجات التي شنتها المعارضة بالعاصمة وسائر الولايات بالقمع، ضد من يرفض أمرا كان محسوما، ليتحول “الغاز الصخري” إلى قضية “دولة”، تتقاذفها سلطة ومعارضة. وفي انتظار موقف سكان عين صالح من قرار الحسم الذي فصل فيه الرئيس بما لا يشتهون، افترق المشاركون في عرس “أرزيو وورڤلة”، في ذكرى تأميم المحروقات، مثلما افترق الغاضبون بساحة البريد المركزي، على تضاد، أعاد السجال بين السلطة والمعارضة إلى نقطة الصفر، وبات الأفق مسدودا أمام انفراج الأزمة التي عنونت هذه المرة بـ”الغاز الصخري”. وبين موقفين متعاكسين، يبدو أن القضية تدفع إلى الاعتقاد بأن الحل يكمن في “استفتاء شعبي” إزاء الغاز الصخري، مثلما يستفتى الشعب في القضايا المصيرية، فهل ستلقى القضية إلى الشارع ليحتضنها الشعب؟
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات