38serv

+ -

يرفض كثير من الجزائريين دفع زكاة الفطر نقدا لصناديق الزكاة، مفضلين أن يمنحوها لمعارفهم من عائلات، معلّلين ذلك بعدم تأكدهم من أنها دفعت لمستحقيها فعلا في حال تمريرها عبر المساجد.جرت العادة أن ترتبط آخر أيام شهر الصيام بإخراج زكاة الفطر التي تعتبر صدقة للفقراء والتي يتكفل أئمة المساجد بالتعاون مع رؤساء اللجان الدينية بالمساجد عبر الوطن بجمعها ابتداء من منتصف شهر رمضان، على أن توزع على مستحقيها يوما أو يومين قبل عيد الفطر المبارك. لكن في الوقت الذي يحرص رؤساء اللجان الدينية بالمساجد على جمع أكبر كمّ من أموال الزكاة، يمتنع كثير من الجزائريين عن دفعها للمساجد، ليس من باب انعدام الثقة، حسب ما أكده لنا بعض من تحدثنا إليهم، بل من باب اطلاعهم على الوضع الحقيقي لمن يحرصون على أن تصلهم تلك الأموال.وعن الأمر أوضح لنا “س. محمد”، رب عائلة، أنه يسعى لجمع زكاة الفطر لدى إخوته وأخواته وجيرانه ويسلمها لأرملة لها 4 أطفال من بينهم ابن معاق، وأفاد بأنه أعلم بحالها وبالوضعية المزرية التي تحياها. ويقاسمه السيد “ق. إسماعيل” الرأي، مشيرا إلى أنه يثمّن فكرة إنشاء صندوق للزكاة على مستوى المساجد، لكنه في المقابل يحب أن يوصل زكاة الفطر لمن يعرف أنه يستحقها بالفعل.“صندوق الزكاة وسيلة لا غير”عن رأيه في امتناع بعض الجزائريين عن تسليم زكاة الفطر لصناديق الزكاة عبر المساجد، أوضح الشيخ جلول حجيمي، الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة، أن هذه الصناديق ما هي إلا وسيلة لضمان أن تتم العملية في تنظيم وبصفة علنية وعادلة بين الناس، مضيفا أنهم وجهوا نداءات عبر المساجد للمتصدقين مفادها إمكانية حضورهم ومشاركتهم في توزيع أموال الزكاة، ليضيف محدثنا قائلا إن لديهم ملفات صادقة تثبت حاجة أصحابها لتلك الأموال، وأن أئمة المساجد يشرفون فقط على العملية ليتابعها أعضاء اللجان ويتحققوا من وصولها لمستحقّيها. وأوضح بخصوص من يفضل منحها لمن يعرف من الفقراء والمحتاجين، أنه يجب فقط التحري والتأكد من حاجتهم لها نزولا عند قوله صلى الله عليه وسلم أنها “طعمة للمساكين” أي طعام للمساكين، مشيرا إلى أن ما يهم في الزكاة هو إخراجها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات