+ -

مع اقتراب عيد الفطر، تتكرر معاناة الصائمين مع مراكز البريد والمواصلات، إما بسبب توقف الشبكة أو انعدام السيولة أو لأن البطاقات المغناطيسية معطلة، ما يثير غضب الزبائن لدرجةاندلاع احتجاجات ونشوب خلافات بينهم وأعوان البريد. بمركز بريد حيدرة في العاصمة، تفاجأ مواطن أراد سحب أمواله مستعملا بطاقته بقول الموظف المكلف بهذه المصلحة إن فيروسا “عشش” في أجهزة استعمال البطاقات بالشبابيك وحال دون اشتغال عدد كبير من البطاقات لدى المواطنين إلا نادرا.وعلى مستوى شبّاك البطاقات المغناطيسية بالبريد المركزي بساحة الشهداء، يتجرّع الزبائن كأس مرارة البيروقراطية والإجراءات الثقيلة، وهو حال فاتح الذي أراد استرجاع الرقم السري لبطاقته المغناطيسية الذي ضاع منه، فاشترط عليه العون العودة للمركز البريدي حيث فتح حسابه لأول مرة، وإيداع طلب الرقم السري، فقام بذلك وانتظر أكثر من سنة ليتمكن من ذلك.وتبقى آلاف البطاقات المغناطيسية في جيوب الزبائن غير قابلة للاستعمال، نظرا لتأخر وصول الأرقام السرية لأصحابها رغم مطلبهم لها لمدة تفوق السنة، ما أدى إلى تنغيص حياة آلاف الجزائريين والرمي بهم في جحيم الطوابير اللامتناهية داخل مراكز البريد لسحب أموالهم استعدادا لعيد الفطر، حيث يشتري الآباء كسوة جديدة لبراعمهم، وتشرع الأمهات بدورهن في طهي أنواع الحلويات لتزيين موائدهن استعدادا للزيارات العائلية.وبمركز بريد حي سوريكال بباب الزوار، يتفاجأ من انقضى دفتر شيكاته بافتقار المؤسسة للاستمارات التي تعوّض الصكوك، ليعلم فيما بعد أن الأمر ليس صدفة أو خللا عابرا بل هي عادة استمرت حوالي شهرين، ليستسلم الزبون أمام غطرسة هذا المنطق وينطلق في رحلة البحث عن استمارة أو تغيير المركز.في الدار البيضاء عاش المواطنون يوما مأساويا الخميس الماضي، بفعل تكرر توقف الشبكة على مدار اليوم، إذ يتمكن المواطن من سحب الأموال كل نصف ساعة، وهو التقليد الذي تكرّس في الكثير من المراكز.على مشارف الهاويةورغم مواكبة بريد الجزائر الحداثة بتدعيم مراكزه المنتشرة عبر الوطن بأجهزة سحب آلي ونظام رقمي لتفادي الطوابير، قصد تمكين المواطن من خدمة مرنة ومقبولة توفر له الوقت، غير أن الواقع ولسان زبائنه ينطق بمفردات الاستياء وتقاسيم وجوههم تدل على عدم الرضا.أما الصكوك البريدية التي “طلّقتها” أغلب الدول في خضم الطفرة الرقمية والموجة التكنولوجية الجارفة، فإن عملية تسييرها عرفت استقرارا وأصبحت تصل في زمن قياسي بالمقارنة مع السابق، باستثناء الخلل الذي يحدث أثناء تغيير عناوين السكنات أو مقرّات الإقامة، فتطول مدة وصولها إلى الزبون.هجران جماعي نحو البنوكبالمقابل، هجر معظم الجزائريين ممن لهم معاملات مالية يومية وكثيرة بريد الجزائر، حيث اكتفى به أصحاب الرواتب الدورية أو الشهرية فقط أو من يتعاملون مع مؤسسات عمومية تشترط أو تصب أموالهم بشكل إلزامي في حسابات البريد الإلكتروني لتصل إلى المواطنين.بريد الجزائر لا يردمن جهة أخرى، اتصلنا بمؤسسة بريد الجزائر قصد معرفة خلفيات تأخر عملية توصيل الأرقام السرية للبطاقات الذكية لمن ضاعت منهم، وكذا الأعطال التي تتسبب في توقف الشبكة من حين لآخر، ناهيك عن مشكل ندرة السيولة، غير أن المكلف بالمجمع الهاتفي أبدى انزعاجه من تكرار اتصالاتنا للتحدث إلى مدير مصلحة البطاقات الذكية الذي لم يكن موجودا بمكتبه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات