38serv

+ -

“جبتو معاكم ريحة البلاد”.. “توحشنا رمضان في الجزائر”.. “رمضان الغربة يختلف كثيرا عن رمضان البلاد”.. بهذه العبارات استقبلنا أفراد من الجالية الجزائرية بمصر التي فتحت أبوابها لـ”الخبر” وسمحت لنا بمشاركتها مائدة الإفطار وطقوس شهر رمضان المعظم. تحرص الجالية الجزائرية في مصر على أن تضفي نكهة جزائرية على طقوس رمضان ومائدة الإفطار في الغربة، وتؤكد أنها متمسكة جدا بتعليم أبنائها كل ما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم، حتى لا تندثر هذه العادات، كما تحافظ أيضا على الطقوس والعادات والتقاليد المصرية المشبعة بتفاصيل جد مهمة تضفي أجواء مميزة لأيام شهر الصيام المبارك.“لا أعرف بنّة رمضان إلا في الجزائر”“رمضان الآن تغير كثيرا عن رمضان زمان” هكذا وصفت السيدة حبيبة الأجواء الرمضانية وتحدثت إلينا بتحسر عن ابتعاد الجزائريين عن العادات والتقاليد التي تربينا وكبرنا عليها “رمضان لا يحلو إلا باللمة والقعدات، وهذه العادات وللأسف ابتعدنا عليها كثيرا الآن، لكني حريصة على إحيائها مع أولادي، لأنني لا أحس برمضان ولا يحلو إلا بها. أتذكر وأنا صغيرة أننا كنا نتبادل الأكل مع الجيران ونتبادل الزيارات طوال الشهر المعظم، ونسهر على صينية الشاي الأخضر بالنعناع والياسمين، ونفتح البوقالات على إيقاع الدربوكة، أما الآن فالفرق كبير جدا فالسهرة طويلة لكن دون طعم، فالكل يقفل باب بيته على نفسه، ويبقى جالسا أمام شاشة التلفزيون، حيث تتنافس القنوات الفضائية على جذب المتفرج”. وتضيف السيدة حبيبة: “لا تخلو مائدة الإفطار في منزلي من الشوربة والبوراك والزلابية والشربات، إضافة إلى عدد من الأكلات التقليدية الجزائرية، حتى يتعود زوجي وأولادي على أكلنا وعاداتنا، وذلك حتى أخفف على نفسي صعوبة الغربة التي تزداد في شهر رمضان، لأن رمضان صعب جدا بعيدا عن الجزائر ولا طعم ولا ريحة له بعيدا عن الأهل والأقارب والعادات التي تربينا عليها”.“أشتاق للمة وطاجين الحلو”أما السيدة نسيبة، فتقول إن أكثر شيء تشتاق إليه في شهر رمضان اللمة والقعدات بعد صلاة التراويح، وزيارة الأهل والأقارب، وأنها حريصة على تعليم أولادها العادات والتقاليد الجزائرية “مائدتي في رمضان جزائرية ثمانين بالمائة، والباقي مصري لأني أحترم عادات زوجي حتى لا يحس بالغربة في بلده. نبدأ التحضيرات لشهر الصيام بأيام حتى نخلق جوا جزائريا، وأتذكر زمان كنا نعرف اقتراب رمضان بسماع صوت “المهراس” ورائحة التوابل التي تنبعث منه، ولا أخفي عليك، كل أول يوم رمضان أجهش بالبكاء، أتذكر بيتنا وريحة رمضان والطقوس التي تعودنا عليها، واللمة التي أشتاق إليها كثيرا بعد صلاة التراويح، وهذا ما ينقصني في غربتي، لكني أعوض ذلك إلى حد ما، حيث ألتقي مع جزائريات في النادي مثلا أو أحد المطاعم نتجاذب أطراف الحديث ونتذكر رمضان البلاد”. وتضيف السيدة نسيبة أنها تطهو “طاجين الحلو” أول أيام الشهر الفضيل، حتى تكون باقي أيام الشهر “حلوة”، حسبها، “وهذا تقليد تعودت عليه في بيت أهلي، وأزين مائدة الإفطار بالحريرة والمعقودة والبوراك والحميس والحليب والتمر، والشامية والصامصة، وغيرها من الحلويات الجزائرية”.  ووافقت السيدة نسيبة رأي السيدة حبيبة، وأكدت أن رمضان الآن تغير كثيرا عن رمضان زمان، إلا أنها هي الأخرى حريصة على تعليم أولادها العادات والتقاليد الجزائرية، فهي تعود ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات على صيام يوم 27 رمضان، وقد حضرت لها لباسا تقليديا جزائريا “كراكو” لترتديه ليلة القدر، “لأن هذا اليوم غالٍ جدا علينا، وهذه عادة تعملتها من والدتي، وسأورثها لابنتي أيضا”، تقول السيدة نسيبة.اتحاد النساء الجزائريات جمع الشمليعمل الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات فرع مصر على تقوية العلاقات بين أفراد الجالية الجزائرية في مصر، بهدف التخفيف من وطأة الغربة وتطوير أواصر التواصل والمحبة فيما بينهم، ولا يفوت مناسبة لجمعهم، حيث يخصص الاتحاد العشرات من “قفة رمضان” كل عام لتوزيعها على العائلات المعوزة من أفراد الجالية، وتقيم حفل ختان جماعي لأبنائهم يوم 27 رمضان، ينشطه مطرب جزائري، ليخلق جوا من البهجة ويدخل الفرحة إلى قلوبهم. وتلعب رئيسة الاتحاد النسائي، السيدة دليلة أبو العنين، دور “الأم”، تسأل وتساعد أفراد الجالية الجزائرية المعوزة بمصر، وتشاركهم أحزانهم وهمومهم قبل أفراحهم، ومع كل مناسبة وطنية أو دينية تنظم “قعدات” وحفلات للم شمل الجالية كعائلة واحدة. ورغم قلة المعونات التي تصل الاتحاد من أفراد الجالية ميسوري الحال، إلا أن السيدة بوالعنين تحرص على إدخال البهجة إلى بيوتهم ولو بأقل الأشياء.    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات