+ -

 التّقوى هبة عظيمة يختار الله لها القلوب بعد امتحان واختيار وبعد تخليص وتمحيص والّذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله قد اختبر الله قلوبهم وهيّأها لتلقى تلك الهبة والنّفحة الخالدة وكتب لهم معها المغفرة والأجر العظيم.واتّفق علماء هذه الأمّة رضوان الله عليهم على أنّه يُكره رفع الصّوت عند قبره الشّريف كما كان يكره في حياته عليه الصّلاة والسّلام احترامًا له في كلّ حال، فالرّسول الكريم وإن ذاق مرارة الموت كسائر البشر لكنّه حيٌّ في قبره يسمع..وبهذا يتأكّد النّهي عن رفع الصّوت عند ضريحه المُبارك وقد وعى المسلمون هذا الأدب الرّفيع وتجاوزًا به شخص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى كلّ أستاذ وعالم، لا يزعجونه حتّى يخرج إليهم ولا يقتحمون عليه حتّى يدعوهم.يُحكى عن أبي عبيد العالم الزّاهد، الرّاوي الثّقة أنّه قال: “ما دققتُ باب على عالم قطّ حتّى يخرج في وقت خروجه”. وهناك في سورة النّور يحذّر القرآن المنافقين الّذين يتسلّلون ويذهبون دون إذن الرّسول الكريم، يلوذ بعضهم ببعض ويتدارى بعضهم ببعض، ألاّ يدرون أنّ عين الله عليهم وإن كانت عين الرّسول صلّى الله عليه وسلّم لا تراهم وحركة التخلّي والتسلّل بحذر من المجلس هذه تمثّل الجبن عن المواجهة وحقارة الحركة والشّعور المصاحب لها في النّفوس.. والقرآن يحذّر هؤلاء ومن على شاكلتهم في كلّ زمان ومكان {أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات