لست أدري لماذا يقدم رجال السلطة عندنا هذا البلد في صورة المومس التي لا تردّ يد لامس؟! قالوا أزمة غرداية فيها أصابع أجنبية! وقالوا عين صالح فيها أرجل أجنبية أيضا.. والحال أن السلطة هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن التدخل الأجنبي (إن وُجد) في غرداية وفي عين صالح.- في عين صالح.. السلطة هي التي أتت بالأجانب إلى هناك، في صورة شركة “توتال” الفرنسية للغاز الصخري، وغيرها من الشركات الأمريكية.- العمالة للخارج نوعان: عمالة شرعية، وهي التي تمارسها السلطة باسم السلطة والشعب حين تسلّم بلدا كاملا للأجانب تحت عنوان التعاون.. وتطلب هذه السلطة من الخارج أن يدعمها ويحميها من احتجاجات شعبها على العمالة للخارج، كما هو حاصل في السياسة الجزائرية مؤخرا.- والنوع الثاني من العمالة، هو العمالة للخارج والمشروعة هي الأخرى في نظر القانون الدولي، عندما يلجأ الشعب في بلد أو جزء من الشعب في هذا البلد إلى القانون الدولي وإلى المنظمات الدولية لطلب الحماية من ظلم الحكام وبطشهم.. كما هو الحال في العديد من الدول العربية، وربما في الجزائر أيضا تكون، فالأمور قد بدأت تأخذ هذا المنحى بعد أن رفضت السلطة السماع للشعب والمعارضة، وقمعت الاحتجاجات بالهراوات.. وليس بالحلول السياسة والإدارية والاقتصادية.- لهذا قد يكون ما يقوله بوجرة سلطاني صحيحا، بأن السلطة ستنفتح على المعارضة بعد عيد الفطر.. وقد تكون السلطة تفعل ذلك مكرهة بعد أن رأت ما رأت في عين صالح وفي غرداية، وقد تتطوّر الأمور إلى حالات أخرى في مناطق أخرى من الوطن تكون أكثر خطورة.- الاتحاد الأوروبي وأمريكا يكونان قد أبلغا الجزائر بأنها تتجه نحو الدولة الفاشلة بخطى سريعة، خاصة بعد إهدار الأموال في شراء السلم الاجتماعي طوال سنوات عديدة ولم تحقق التنمية.. بل وتراجعت مداخيل البلاد بانخفاض البترول إلى النصف.- لهذا فإنه من حق الجزائريين (معارضة وشعبا ومنظمات المجتمع المدني) اللجوء إلى المنظمات الدولية لحمايتهم إذا رفضت السلطة الاستماع إلى مطالب هؤلاء.- هناك مناطق عديدة في الجزائر يمكن أن تتحوّل إلى شبه شمال مالي.. أو إلى دارفور السودان.. أو إلى جنوب السودان، إذا واصلت السلطة غلق الحوار مع الناس حول ما يخصهم.. ولجأت إلى حكاية استعمال “القزول” مكان استعمال الحوار.من هنا فإن التدويل الذي لم تعرفه الجزائر خلال العشرية الحمراء، وكان ذلك سببا في سهولة الحوار بين المسلحين والجيش.. هذه الخاصية لم تعد موجودة الآن ويمكن أن يصبح التدويل هو الحل.. والسلطة تتحمّل المسؤولية كاملة في هذا المنحى الخطير على البلاد[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات