38serv

+ -

بقدر ما كان سي الحاج رجلا طيبا كريما سخيا، كان أيضا سريع الغضب شديد الانفعال في شهر رمضان. إذ أنه كان يدخن كثيرا، ورمضان “يغلبو” بأتم معنى الكلمة، وأهل البلدة كانوا يتجنبون الحديث إليه اللهم إلا لإلقاء السلام باستثناء أقرانه، وقصصه مع رمضان كثيرة.اشترى دجاجة “حية” وأمر زوجته التي كانت تتفادى الحديث إليه في رمضان بذبحها وطهيها وتقديمها له على مائدة الإفطار، غير أن الزوجة لاحظت أن الدجاجة التي أحضرها كانت نافقة، ولم ترد إخباره كي لا يشعل حربا مع البائع، تسلمتها ولم تنبس ببنت شفة.وقبل الإفطار بسُويعة، لاحظ سي الحاج أن المائدة تخلو من الدجاجة، فنادى على زوجته بصوت خشن غاضب مستفسرا عن الدجاجة فأخبرته بالحقيقية.. بأنه أحضرها نافقة، فلم يتمالك نفسه وراح يضرب المائدة المحملة بالأطباق التي انقلبت أرضا، ليحرم عائلته من طعام الإفطار لولا تدخل الجيران الذين تكرموا عليهم بأطباق مختلفة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات