+ -

 قد تحيط المعاصي بالعبد إحاطة السِّوار بالمعصم، فلا يرى سبيل الخلاص حين يشعر أنّه أسير ذنوبه وأنّه يواجه الخسران لا محالة، فيُسلم نفسه إلى يأسٍ قاتل وقنوطٍ لا يرحم، رغم أنّ اليأس شِراك الفاشلين وشباك الهالكين {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، بينما لو قرأنا القرآن بتدبُّر ووقفنا عند قوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} آل عمران:135.فأيّ صورة من صور التدنّي وقع فيها هؤلاء؟! فهم قد فعلوا فاحشة أو كبيرة ووقعوا الظّلم بصغيرة، ولكن نور الإيمان لم يخب وبصيص الحّق لم ينطفئ، فذكروا الله فعلِموا أنّ لهم ربًّا يغفر الذّنب، وأن لا ملجأ من الله إلاّ إليه، وإنّ السّلامة في الهروب إليه، فعكفوا على باب الاستغفار، فاستغفروا لذنوبهم، فغسلت خطاياهم ومحيت سيّئاتهم وعادوا إلى الحياة الإيمانية من جديد في كفاح، وإلى ميدان شرف الطّاعة بنجاح وفلاح.وهذا سرّ تعليم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمّته حين كان يستغفر الله في اليوم سبعين مرّة أو مائة مرّة، لأنّ الاستغفار يمحق كلّ معصية ويفنيها، ويربّي كلّ طاعة ويغنيها، وأفضل أوقات الاستغفار السَّحر، قال تعالى {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}، {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.فتعلّم أيُّها الصّائم أن تقول: ”أستغفر الله، اللّهم اغْفِر لي” ودونَك الأسحار، فلا كبيرة مع استغفار.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات