“هــــمّ يبكـــــــــي وهمّ يضحك”

قدم الشيخ الناقور عشرين أغنية سياسية ساخرة منذ اليوم الأول لشهر رمضان، وظل يضرب موعدا يوميا مع جمهور قناة “الخبر كاي بي سي” مباشرة بعد أذان المغرب، للتعرف على طريقته الهزلية في النقد. ولاتزال في حقيبة الفكاهي عامر دراجي الذي يجسد شخصية الشيخ الناقور، عدة قصص من واقع سياسي جزائري فريد من نوعه.ملخص كلمات أغاني الشيخ الناقور التي يقدمها عند موعد الإفطار تقول إن الأوضاع في الجزائر، تحديدا منها السياسية، لا تنذر بخير، وقد عمت الرشوة، المحسوبية والبيروقراطية، كيف لا والمواطن الذي يشاهد البرنامج جالسا ربما أمام طاولة الفطور، يتناول قطعة “كاشير مسمومة” اشتراها بثمن بخس من الأسواق الفوضوية، بعدما استعصى عليه شراء النوعية الجيدة، فيسقط قتيلان في باتنة بهذا الشكل ضحايا “الفقر” وتراجع دور الدولة، أو ربما هو جالس يشرب كوب حليب، أو هكذا أوهمه البائع بعد أخلط “الماء بالبودرة البيضاء”، يتناول قطعة خبز من اليوم الماضي أو شريحة لحم لا يعرف مصدرها الحقيقي.فكرة البرنامج “الشيخ الناقور” بسيطة،  لكنها من السهل الممتنع، من خلال اعتماد ألحان الأغاني الشعبية الجزائرية المشهورة، كون للفكاهي عامر دراجي فرقة من ستة عازفين، بينما تكلف هو بأداء كلمات “ساخرة” كتبها من وحي الواقع المعيش في الجزائر، لكن من يستمع لكلمات أغاني الشيخ الناقور، يتأكد أن سحابة “الهم” التي تخيم على البلاد في السنوات الأخيرة، باتت مدعاة للضحك والسخرية، ولسان حال البلاد يحكي القول المأثور “هم يبكي وهم يضحك”. فمن يتحمل هذا الوضع غير النظام؟ يقول الشيخ الناقور.يسجل الفكاهي عامر دراجي في هذه الشخصية حضورا مميزا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقد لامست كلماته جرح الأزمة والمعاناة الحقيقية التي تكونت في عدة أشكال في الجزائر، ولكن مصدر الألم واحد، نظام سياسي بائد لا يؤمن بالشعب، كما يقول الشيخ الناقور في أحد مقاطع أغانيه الساخرة التي كتبها على ألحان الأغنية الشهيرة لنور الدين السطايفي “يا الصالح يا الصالح”، مخاطبا الوزير الأول عبد المالك سلال بوصفه “وزير الممحونين” وأعضاء حكومته واحدا واحدا، بما يليق به من وصف حسب مستوى تسييره للقطاع.لكن ورغم ذلك يبقى “الأمل” سلاح المواطن، “معدنيش وميخصنيش” كما غنى الشيخ الناقور في الحلقة العاشرة للبرنامج، مشيرا إلى أن “القناعة تبقى كنز المواطن البسيط”، ليضيف: “نطيح ونوض والزوالي يعرف يعيش”.