يتساءل بعض الناس: لماذا قال الرئيس بوتفليقة في رسالته الأخيرة: إنه سيكمل عهدته الرئاسية.. وبالتالي ليس هناك انتخابات رئاسية مسبقة.. هل الرئيس كان يردّ بقوله هذا على المعارضة التي طالبت برئاسيات مسبقة.. أم كان يردّ على جناح في السلطة يكون قد أشار على الرئيس بذلك.. أم كان يرد على ما يكون قد سمعه من هولاند خلال زيارته الأخيرة؟!أولا: بالتأكيد أن الرئيس لا يردّ على المعارضة.. فمتى كان الرئيس يقيم وزنا لما تقوله المعارضة حتى يردّ عليها في رسالة رسمية؟! فالرئيس لا يقيم وزنا لمؤسسات الدولة الدستورية كاملة.. من البرلمان إلى الحكومة إلى غيرها من المؤسسات، فكيف يقيم وزنا لأحزاب المعارضة؟! في قضية لا يحتاج أصلا إلى إثارتها لو لم تثر هذه القضية من طرف أناس جديين، من بيدهم أمر القرار في إقرار أو عدم إقرار مثل هذه الانتخابات! أي أن الرئيس يمارس سياسة قنفذية بخصوص هذه القضية.ثانيا: أغلب الظن أن هولاند يكون قد فتح الموضوع مع الرئيس في زيارته الأخيرة لتحقيق هدفين: الأول زيادة إضعافه لابتزازه أكثر في ما يريد أخذه من الجزائر.. والثاني تذكيره بأن فرنسا ما كانت لتوافق على العهدة الرابعة إلا من أجل ترتيب أوضاع الحكم لإجراء انتخابات في غضون سنة أو سنتين.. وأن تمديد الأمر إلى أكثر من سنتين خلافا لما اتفق عليه في صفقة فال دوغراس، هو أمر ينطوي على مخاطر قد تؤدي إلى انزلاقات قد لا تستطيع السلطة في الجزائر التحكم فيها.. وبالتالي يمكن أن تعصف بمصالح فرنسا كاملة.ثالثا: التململات والتحركات التي بدأت أجنحة في السلطة تخرجها للعلن، تدل على أن هناك شيئا ما جدي جعل الرئيس يخرج عن صمته في هذه القضية التي كانت بالنسبة إليه غير مطروحة بالمرّة.. ولهذا فإن طرحها من طرف الرئيس يدل على جدية الموضوع.. ولعل الرئيس بقوله هذا يريد تهدئة الأوضاع إلى حين ترتيب الأمور.. ليس إلا!وقد عرفنا عن الرئيس أنه من النوع الذي يقول عكس ما يفعل دائما.. فقد قال في سطيف قبل 5 سنوات إنه “طاب جنانو” وعاش من عرف قدره.. وهو ما فهم على أنه لن يذهب إلى عهدة رابعة، ولكن الذي حصل العكس.. فهل ما قاله الرئيس بخصوص عدم وجود رئاسيات مسبقة عكسه هو الذي سيحصل بناء على التجربة مع الرئيس؟!رابعا: عودة أويحيى وإبعاد بلخادم وعودة الحديث عن الدستور الذي يكاد يكتمل تعديله.. ومغازلة الرئيس للمعارضة بقوله “إنها تقوم بدورها”.. وتحركات قائد الأركان ڤايد صالح في النواحي العسكرية.. وفرش البساط الأحمر له والذي عادة لا يفرش إلا للرئيس.. والاهتمام الزائد عن الحد لفرنسا بالشأن الجزائري.. وعراك “طيّبات الحمام” وزراء حكومة سلال داخل وزراء معسكر الشيتة.. وإنجاز حكومة بالتقسيط غير المربح.. وهوشة في وزارة الخارجية بين الوزراء وصلت روائحها إلى أنف سفيرة أمريكا في الجزائر.. وهوشة أخرى بين التجارة والصناعة روائحها في أنف سفير فرنسا.. كل هذا يندرج في سياق المؤامرة على الحكومة التي هي في حالة “كومة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات