يعد كمال الدين فخار، 52 سنة، وجها من الزعامات الجديدة اليائسة من إصلاح النظام الاجتماعي القائم في غرداية والتغيير في السلطة، وقد تم اعتقاله رفقة عدد من أتباعه على خلفية أحداث العنف بغرداية.تخلى فخار مبكرا عن ممارسة مهنة الطب وتقديم العلاج لأبناء جلدته، بسبب المضايقات التي تعرض لها قبل الإدارة المحلية وتم فصله من العمل ولم يعد إدماجه رغم صدور أحكام قضائية. ومهد ما تعرض له لدخول مجال العمل الحقوقي ضمن صفوف الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، وجلب له هذا مزيدا من المتاعب مع السلطات، حيث تعرض للاعتقال والسجن أكثر من مرة.وإلى جانب نشاطه الحقوقي، التحق بالأفافاس سنة 1999 وترقى في المسؤوليات، ليتولى منصبا في الأمانة الوطنية، زيادة على الإشراف على فدرالية غرداية، غير أنه طرد من الحزب سنة 2011 للاشتباه في دور له في حادثة اقتحام مسجد للمالكية بالمدينة في السنة ذاتها، وبناء على شكاوى مناضلين في الحزب بالولاية، فضلا عن انخراطه في حملة للإطاحة بالأمين الوطني الأول الأسبق كريم طابو. ولم تتقبل قيادة الأفافاس أطروحات كمال فخار ورأت أنه أصبح يشكّل عبئا مع تزايد اتهامات السلطات لفدرالية الحزب بغرداية بالمسؤولية عن المناوشات التي شهدتها بعض مناطق التماس في المنطقة، زيادة على أنه لم يكن يخف داخل أسوار الحزب تأثره بفكرة الاستقلال الذاتي التي طرحها فرحات مهني “إمازيغن”، غير أنه انتظر أكثر من عشر سنوات بعد إعلان فرحات مهني إنشاء “الماك”.وتطورت مواقف فخار من رفض لممارسات السلطة وصدام مع ممثلي الدولة في غرداية، إلى الانخراط في الصراع القائم بين قوميات المنطقة. ورغم أن إعلانه الاستقلال الذاتي، لم يلق أي تأييد من السكان من بني جلدته، فقد وجد لها صدى خارجيا لها، وأصبح مطلوبا في المنتديات والمهرجانات التي تنظمها حركات بربرية في فرنسا والمغرب الأقصى.أحد الفاعلين في رابطة حقوق الإنسان، قدمه على أنه يحب الأضواء كثيرا ومصاب بجنون العظمة، وكثير الاندفاع، ومستفز، متمرد، قابل للتضليل، سهل الانقياد، وعودته للسجن لم تكن مفاجأة للكثيرين بسبب دوره في تجييش الشارع في غرداية، في ظل الشبهات بحمله أجندة خارجية، ومنها “الربيع العربي”، فيما يرى آخرون فيه كبش فداء لفشل مبرمج تتحمّله السلطة في الولاية ذات الطبيعة الاجتماعية المتفجرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات