"طاطا حبيبة"تجمع نصف مليون امرأة جزائرية

+ -

هن نسوة من فلسطين وكندا وأمريكا وفرنسا وتركيا ودبي وتونس والمغرب والجزائر وغيرها، لم يحل بعد المسافات دون التفافهن حول صفحة طبخ على “الفايسبوك” خاصة بنشر وصفات الطبخ قصد تبادلها، أنشأتها سيدة من الجزائر بغرض إفادة غيرها من النساء، فتحولت في وقت قصير إلى صفحة الطبخ الأولى على “الفايسبوك” في الجزائر. هي سيدة من الجزائر العاصمة تجاوزت العقد الخامس من العمر بسنوات، يحلو للجميع حتى من يكبرنها سنا أن يدعوها باسم “طاطا حبيبة”، وهو الاسم ذاته الذي أطلقته على صفحتها عبر “الفايسبوك” التي طورتها إلى موقع “تبادل وصفات الطبخ مع طاطا حبيبة” الذي بات يستقطب يوميا أكثر من 2000 زائرة، ليبلغ العدد الإجمالي للمنتميات له أكثر من 400 ألف امرأة ممثلات للـ48 ولاية بالجزائر، إلى جانب نسوة من دول مختلفة على غرار فلسطين ومصر وتونس ودبي وكندا وأمريكا وإنجلترا وغيرها من الدول.تعرفنا عليها من خلال صفحتها التي كنا كذلك من المعجبين بها والمنتمين لها، ثم من خلال تواصلنا معها بعد زيارتها لمقر “الخبر”، حيث استضفناها وكانت لنا معها دردشة حول سر صفحة قارب عدد المنتمين لها نصف مليون من مختلف أنحاء العالم.دخلت بيوت الجزائريات ففازت بقلوبهنرغم أن بداياتها سنة 2010 كانت بـ15 مشاركة فقط مثلن صديقاتها المقرّبات، تقول “طاطا حبيبة”، إلا أن إصرارها على إنجاح هذا الفضاء يتزايد يوما بعد الآخر.. و«كان ذلك تحدّيا مني ردّا على النسوة اللواتي يرفضن مقاسمة الغير وصفات تحضير حلوى أو طبق ما أو يقاسمنها بطريقة خاطئة أو ناقصة”، تقول محدثتنا، لتقرر السيدة بورماد حبيبة، وهو لقبها العائلي، تعلّم فنون تحضير الحلويات الشرقية لدى مدرسة مختصة حتى تفيد وتستفيد مثلما قالت، ودامت فترة تعلّمها سنتين.. “فكنت أتعلم الكيفية وأنشرها ساعتين من بعد على “الفايسبوك” حتى تستفيد منها النسوة اللواتي لا تسمح لهن ظروفهن بارتياد مدارس تعليم الحلويات”.وكان ذلك انطلاقة حقيقية لمدرسة افتراضية في فنون الطبخ فرضت نفسها بامتياز و”لم أع حينها أنني كنت أدخل بيوت وقلوب هؤلاء النسوة من خلال وصفات دقيقة وناجحة”، تقول محدثتنا، لتكون تلك التبادلات بدءا لميلاد علاقات صداقة وطيدة ورائعة استمرت لحد اليوم.. وعن هذا تقول “طاطا حبيبة”: “تكونت بيني وبين المعجبات بالصفحة علاقات أخوة، كما بدأت قائمة المعجبات بالصفحة تتوسع انطلاقا من أفراد العائلة والصديقات إلى مئات ثم آلاف الجزائريات وغير الجزائريات، بدليل طلبات الصداقة والانتماء للصفحة المسجلة يوميا ونشأت علاقات صداقة رائعة بين المنتميات للصفحة بغض النظر عن المسافات الجغرافية التي تفصل بينهن، وبتّ أحرص على توطيد هذه العلاقات وتشجيع التواصل بين عشرات الآلاف من الصديقات، فكنت أعطي شهادة نجاح رمزية لمن تتميّز عن الأخريات كما أشجع البقية عبر مسابقات أقدّم من خلالها هدايا رمزية لمن حصّلت على أكبر كمّ من الإعجاب”.كما حرصت “طاطا حبيبة” على أن تبعث للفائزات أينما كنّ بهدايا جدّ رمزية عبر طرود بريدية، ومن ضمن الهدايا التي وصلت لصاحباتها بكندا وأمريكا وإنجلترا والتي فرحن بها كثيرا طرود شملت حلوى جزائرية بتميز، مثلتها حلوى “كابريس” و”فوسطا” رفقة بعض الأدوات التقليدية التي كانت تستعملها أمهاتنا في صنع الحلوى.تجدر الإشارة إلى أن النجاح المميّز لصفحة “طاطا حبيبة” التي ينتظر أن تصل المليون مشارك مستقبلا، جعل من فكرة إنشاء موقع خاص بها على “النات” أمرا لا بد منه، وهو المشروع الذي انطلق مؤخرا ومازال تحيينه ووضع لمساته الأخيرة قائما، كما بادرت السيدة بورماد حبيبة ونزولا عند طلبات المعجبات إلى إنشاء صفحتين ذات علاقة بصفحتها الرئيسية، ويتعلق الأمر بصفحة “فن وديكور مع طاطا حبيبة” والخاصة بكل ما يتعلق بفنون الديكور المنزلي، يتم من خلالها تبادل الأفكار والتدابير بين المشتركات، إلى جانب صفحة “قلوب مفتوحة “ وهي فضاء حميمي يمكّن من تشكو مشكلا ما من مقاسمته مع صديقاتها ضمن الصفحة وطلب النصيحة. وعن هذه الصفحة أكدت لنا “طاطا حبيبة” أنها حرصت على التدقيق في مواصفات طالبات الانضمام إليها، بغرض ضمان السرية نزولا عند طلبات المنخرطات ضمنها.وتبقى أمنية “طاطا حبيبة” أن يشهد موقعها تخرّج طهاة ماهرين، مشيرة إلى أن صفحتها تضم مواهب كثيرة ذات باع طويل في مجال فنون الطبخ، من شأنهم أن يصبحوا مستقبلا من كبار الطهاة، وتلك أمنية تتمنى أن تتحقق، إلى جانب أمنية إنشاء قافلة تجوب مختلف ولايات الوطن بغرض إحياء تقاليد وعادات الطبخ الجزائري العريق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات