38serv

+ -

يكافح جسم الإنسان ارتفاع درجات الحرارة واشتدادها وبلوغها ذروتها بفضل عوامل طبيعية وفيزيولوجية جعلها الله في متناوله وسخرها له لطفا به وعناية بصحته وسلامته، يتمثل أولها في “التعرق” الوافر الذي يسمح للجسم ومختلف أنسجته وخلاياه وأعضائه وأجهزته بأن تقاوم هذه الحرارة الزائدة وطرحها إلى الخارج.يفقد الجسم عند “التعرق” الوافر كميات معتبرة من الماء، ما قد يضر بصحته في بعض الأحيان، خاصة بالنسبة للإنسان المريض. يسارع الإنسان إلى تعويض هذه الكميات من الماء بشرب الماء في الأيام العادية من السنة، أما في شهر رمضان الكريم فالإنسان مجبر على تفادي هذا “التعرق” الوافر حتى لا يتعرض لما ينجم عنه من انعكاسات قد تودي بالصحة عامة، وهذا بتجنب السير تحت أشعة الشمس الحارقة، وعدم إجهاد النفس وهو صائم، ثم البحث دائما عن مجاري الرياح والأماكن الباردة وأماكن الظل التي تقي الإنسان من الحرارة وتسمح له بالحفاظ على كميات المياه التي يحتاجها جسمه وكذا “الحريرات” التي يفتقدها جسم الإنسان أثناء اشتداد الحرارة والتي قد تبلغ 500 أو أكثر كيلو كلوري في اليوم، وهذا ما يزيد من الإحساس بالتعب والإرهاق، كما يساهم توسع الأوعية الدموية وتسارع نبضات القلب ووتيرة التنفس في مكافحة الحرارة وطرحها إلى الخارج، أي أن القلب يصبح يعمل أكثر وكذلك الرئتين وباقي أعضاء الجسم حتى لا يتعرض لأي ضرر.يحافظ الجسم السليم على يقظته ونشاطه دون تأثر كبير بهذه العوامل، وتبقى أعضاؤه قادرة على تحمل هذه التغيرات، كما تحافظ بشرته على رطوبتها ومقاومتها للجفاف، بينما لا يمكن للشخص الحامل لمرض ما كالسكري أو مرض القلب أو ارتفاع الضغط الشرياني.. الخ ضمان هذه المقاومة، بل سرعان ما يتأثر بهذه التغيرات التي تمر بها وظائفه كلها وغالبا ما تؤدي إلى مضاعفات أحيانا خطيرة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات