استنكر مجلس الأعيان الميزابيين “بشدة ما حدث مساء الأربعاء بأراضي الاستصلاح الزراعي بناحية الرزقي والمتمثل في تسلل مجرمين على متن سيارة رباعية الدفع إلى هذه الأراضي، ففاجأوا فلاحين كانوا يعملون في أراضيهم الزراعية بطلقات نارية، أصابتهم إصابات خطيرة ثم عاد هؤلاء المجرمين من حيث أتوا”.وقال بيان المجلس إن فلاحين “سمعوا الطلقات النارية فأقبلوا مسرعين لإنجاد الضحايا حيث نقلوا إلى العيادة القديمة وسط البلدة”. وأضاف بيان المجلس “نلاحظ أن هذا العمل الإجرامي لم يكن بسبب مواجهات أو أحداث اشتباك، وإنما كان عملا مدبرا ومقصودا فيه سبق إصرار وترصد ضد بريئين لا علاقة لهما بأعمال العنف والشغب، بل كانا في حالة عمل بالمزرعة”.وطالب بيان المجلس السلطات الأمنية والقضائية إلى “المسارعة في البحث والتحقيق للكشف عن هؤلاء المجرمين وتقديمهم للعدالة وإنزال أقصى العقوبات عليهم لردع أمثالهم لتفادي تكرار هذه الجرائم وحقن الدماء وإطفاء نار الفتنة”.وتتلاحق ردود الفعل المستنكرة على الحاصل من عنف في ولاية غرداية، بعد الحصيلة الثقيلة في عدد القتلى بالمواجهات المذهبية الدامية، وأفادت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، في بيان لها أمس، أنه “أمام الوضع الكارثي المتدهور الذي يعرفه وادي ميزاب وسقوط عدد كبير من قتلى وجرحى، فالرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان تستنكر بشدة هذه الأحداث التي مست بأمن وسلامة المواطنين وممتلكاتهم”.وجددت الرابطة المطالبة بإيجاد حلول مناسبة لكل القضايا التي تمس الجنوب الكبير منها التنقيب عن الغاز الصخري ومطالب البطالين بورڤلة، وكذا أحداث غرداية التي طال أمدها تنجبا لوقوع الجزائر في فتنة طائفية كما هو واقع في بعض البلدان العربية الشقيقة”.وشددت الرابطة على أنها “تتمسك بالوحدة الوطنية وتدعو أطياف المجتمع في غرداية إلى تغليب لغة الحوار ونبذ كل أشكال العنف بشقيه الطائفي والجسدي واللفظي”. وفي هذا الإطار، تناشد الرابطة الجزائرية المصالح الأمنية والإدارية على العمل على استتباب الأمن والحرص على حماية الأرواح والممتلكات، وهذا في إطار احترام حقوق الإنسان”، كما اعتبرت أن “ظروف أحداث غرداية وإن لم تجد لها الحكومة حلول عاجلة فقد تنجر إلى ما لا يحمد عقباه”.من جهته، قال التحالف الوطني الجمهوري، في بيان له، أمس، “إنه يتابع بقلق كبير وانشغال عميق التطورات الأخيرة التي كانت ولاية غرداية مسرحا لها”. وقال التحالف الوطني الجمهوري إنه “يثمن القرارات والتوجيهات الصادرة عن الاجتماع الأمني المصغر للرئيس بوتفليقة”، ودعا السلطات إلى اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الكفيلة باستعادة السكينة والهدوء وضمان حماية أمن المواطنين وممتلكاتهم، من خلال فرض سلطان القانون واسترجاع هيبة الدولة”، كما دعا حزب بلقاسم ساحلي إلى تفعيل جهاز العدالة ومعاقبة مرتكبي التجاوزات التي أدت إلى إزهاق الأرواح”.ودعا حزب الفجر الجديد للإسراع في طرح الحلول النهائية في غرداية ووقف إراقة الدماء بين الأشقاء، واعتبر في بيان له أمس أن “ما وقع خلال هذين اليومين ينقل لنا صورة ما يجري في بعض البلدان الشقيقة”، معتبرا أن “هذه الوضعية لطالما حذرنا من مغبة الوصول إليها، وأكدنا على أن هذا التعامل بهذه الطريقة من قِبل السلطة مع هذا المشكل الخطير قد يؤدي إلى إشعال نار الفتنة خارج حدود الولاية وهو الواقع اليوم”. وقال حزب بن بعيبش إن السلطة أصبحت عاجزة عن إيجاد الحلول وحملها مسؤولية “كل قطرة دم تسيل”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات