مخ الرئيس الذي يشتغل 150% كما قال أويحيى لم يمكنه من الاهتمام بأزمة غرداية حتى سقطت الأرواح في شهر رمضان! ترى هل الرئيس لم يكن يعرف خطورة الأوضاع هناك؟ أم أنه كان يعرف ويريد معالجة موضوع غرداية بنظريته المعهودة، وهي معالجة التعفن بالتعفن؟! لماذا اهتم الرئيس بالرؤساء الذين يزورونه تباعا للحديث عن نباهته وفطنته وذكائه وتقديره العالي للأمور، ولم يهتم بما يحدث في غرداية حتى سقطت الأرواح وسالت الدماء؟! لماذا يجتمع الرئيس بالمسؤولين الكبار حول موضوع غرداية فقط عندما حدثخراب مالطا؟! أليس هذا تقصيرا وعدم القيام بالمسؤولية؟الرئيس كان طوال السنة الأخيرة منشغلا عن قضايا البلاد الأساسية بحكاية استقبال الرؤساء والمبعوثين لإقناع الخارج بأنه في كامل لياقته وبإمكانه أن يؤدي واجباته الدستورية في حكم البلد، حتى ولو أدى هذه الواجبات بواسطة كتابة الرسائل باسمه! ومن الأمور التي تدعو إلى العجب وتجعل المواطن يأكل رمضان اعتقادا منه أنه في رجب هو أن الرئيس يبعث برسالة إلى الشعب يقول فيها “اسمحوا لي أن أتطفل عليكم”!أعرف الرئيس وأعرف أنه لو كان في قوته المعهودة ما كان سمح لهؤلاء الطفيليين أن ينسبوا له وباسمه رسالة يصف فيها نفسه بأنه يتطفل؟! هؤلاء هم الطفيليون الذين يحكموننا باسم الرئيس.. هؤلاء كسروا في الرئيس عزة النفس التي عرف بها حين جعلوه أداة طيّعة لهم يحكمون به البلد كما يفعل الأباطرة والملوك والأمراء!عندما يسيل الدم في البلاد، وبهذه الصورة المؤسفة كما هو الحال في غرداية، فإن الذي يتحمل المسؤولية ليس هؤلاء الطفيليون حول الرئيس بل الذي يتحمل مسؤولية التقصير هو الرئيس، والرئيس وحده، خاصة أن الرئيس بوتفليقة قد ألغى كل مؤسسات الدولة، فلا برلمان ولا حكومة ولا وزراء ولا يوجد في البلاد غير الرئيس وجماعته.كتبة حروز الرئاسة التي يسميها هؤلاء رسائل تكتب باسم الرئيس ويقرأ نيابة عنه. الآن حصحص الحق ولم يعد الكذب على الرئيس وبالرئيس ينطلي على أحد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات