+ -

شخص يقضي يومه نائمًا وإن أيقظه أحد شتمه وربّما ضربه، ويقضي ليله في السّمر والتّدخين، فهل يقبل اللّه صومه؟أمّا إن كان اللّه سيقبل صومه أم لا فالعلم عند اللّه، وليس للبشر الحكم على أيّ شخص بدخول الجنّة أو النّار أو بالشّقاء أو بالسّعادة، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرّحمن يقلّبها كيف يشاء، قال تعالى: {واعْلَموا أنّ اللّه يَحُولُ بين المرءِ وقلبِه} الأنفال:24، ولقد كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يكثر من هذا الدعاء “اللّهمّ يا مقلّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك، اللّهمّ يا مصرّف القلوب صرِّف قلبي إلى طاعتك”. أمّا قضاء نهار رمضان في النّوم وقضاء ليله في السّمر والتّدخين مع السبّ والشتم، فجوابه ما يلي: عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “..فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن شابّه أحد أو قاتله فليقل: إنّي صائم” أخرجه البخاري ومسلم.وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه أيضًا قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “مَن لم يدَع قول الزّور والعمل به فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” أخرجه البخاري، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: “رُبَّ صائم ليس له من صومه إلاّ الجوع والعطش” رواه ابن ماجه وهو حديث صحيح. فعلى المؤمن الصّائم أن يغتنم كلّ لحظة من لحظات هذا الشّهر المبارك العظيم، الّذي تفتح فيه أبواب الجنّة وتغلق فيه أبواب جهنّم وتصفّد فيه الشّياطين ويعتق اللّه كلّ يوم منه مجموعة من المسلمين من النّار، ويغفر اللّه فيه لمَن استغفره ويرحم اللّه من استرحمه، ويجعل لكلّ عبد مؤمن في كلّ ويوم وليلة دعوة مستجابة والمجموع ستون دعوة مستجابة، فكيف يُعرض المؤمن عن أداء عبادة صوم رمضان على أكمل وجه بعدما علم بكلّ هذه الفضائل وغيرها، ثمّ إنّ النّائم طيلة نهار رمضان سيُفوِّت أداء صلاة الجماعة في وقتها، ويكون آثمًا على ذلك، قال سبحانه وتعالى: {إنّ الصّلاةَ كانت على المؤمنين كِتابًا مَوْقُوتًا} النّساء:103.وحكم التّدخين هو التّحريم، واقتراف الأمر المحرّم يستلزم عقاب اللّه تعالى، فليجعل المؤمن هذا الشّهر المبارك فرصة لترك التّدخين وسائر المحرّمات وتعويد النّفس على أداء العبادات على أكمل وأحسن وجه، وعلى السّعي من أجل تحصيل الأجر من سبل الخير الكثيرة كالصّدقة وتلاوة القرآن وذِكر اللّه سبحانه وتعالى وبرّ الوالدين وصلة الرّحم وغيرها، واللّه الموفق.سائل يستفسر ما حكم الإفطار في رمضان قبل الأذان بعشرة دقائق؟إن فعل الصّائم ذلك عمدًا فعليه الكفّارة، وإن فعلها سهوًا فعليه القضاء فقط في المذهب المالكي، ولا شيء عليه عند الجمهور، لاعتبار ذلك طعمة من اللّه له وامتنانًا عليه منه سبحانه وتعالى، ولا بدّ أن يمسك الصّائم متى أكل سهوًا أو شرب بعد تذكّره مباشرة ولا يجوز له مواصلة الأكل، فإن فعل فعليه الكفّارة والقضاء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات