38serv

+ -

 يحكى أن بعض القوم ممن يغلبهم شهر رمضان ويرون في صيامهم له عذابا لا قدرة لهم عنه إلا بإيجاد السبل للتخلص منه، مر عليهم غريب فلما سألوه عن اسمه قال لهم رمضان، فقاموا بإشباعه ضربا حتى الموت وهو لا يدري أي جريرة ارتكبها في حق هؤلاء، الذين اعتقدوا لجهلهم أن الغريب هو رمضان الشهر الذي قطع عنهم الأكل والشراب، قبل أن يفطروا ظنا منهم أنهم لم يعد موجودا.حكاية وإن حدثت فعلا وتواترت في المخيال الشعبي لسنين طويلة، يمكن إسقاطها على جريمة قتل وقعت قبل سنوات بمدينة المسيلة، ربع ساعة فقط قبل موعد الإفطار عندما كان الكل يتهيأ للذهاب إلى المسجد القريب لتأدية صلاة المغرب، وهناك فوجأ الجار بجاره ينهره في حالة من الغضب الشديد حول كيس القمامة قبالة منزله، وهو الذي نهره في أكثر من مرة على عدم وضعها هناك.. كلمة من هنا وأخرى من هناك أفسدت فرحة الإفطار على عائلتين، بعد شجار بالأيدي تطور إلى استعمال القضبان الحديدية والعصي، ضربة واحدة منها كانت كافية لفراق الجارين؛ أحدهم إلى القبر والآخر ما وراء أسوار السجن، لحظة غضب أوكلت فيها التهمة لرمضان، رمضان الشهر هذه المرة. واليوم كل ما هلّ شهر رمضان يتذكر الناس الجريمة بكل تفاصيلها، موقعها مازال شاهدا على مأساة قلبت حياة عائلتين رأسا على عقب من أجل كيس قمامة يكاد لا يلفت الانتباه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات