نعم.. دوّخني رمضان، وزادت لي ضربة الشمس وأنا في طريقي إلى الجريدة، لكن الدوخة الكبرى أصابتني عندما قرأت تصريحات أويحيى وسعداني ورد وزارة الخارجية على أمريكا !أولا: سعداني قال إنه سلّم ملفا كاملا عن حكاية الشقة التي اشتراها في باريس.. سلّمه للجنرال توفيق! هل الجنرال توفيق أصبح يدير (OPGI) فرع باريس حتى يسلّمه سعداني ملف شقته هناك؟! لسنا ندري؟! لكن ما نعرفه أن سعداني اتهم توفيق بأنه لم يقم بواجبه في صيانة أمن الجزائر!ولعله الآن يريد أن يقول لنا إنه أيضا لم يقم بواجبه في التوزيع العادل للسكن في باريس؟! ولكم أن تتساءلوا: ما علاقة الجنرال بملف سكن سعداني في باريس؟!قالوا توفيق هو الذي يتصرف في الإعلام، قلنا ربما.. قالوا هو الذي يتصرّف في الاقتصاد، قلنا لعل وعسى.. هاهم الآن ينسبون إليه حتى حكاية امتلاك السكنات في الخارج؟!كيف نفهم هجوم سعداني على توفيق قبل أشهر عبر (T.S.A) بمباركة رجال “صاحب السطح”، كما يقول “جنرال الڤوسطو”، ثم يقوم “صاحب السطح” بإسداء وسام الشجاعة للجنرال موضوع الهجوم المركز من سعداني؟! هل لأن الجنرال واجه هجوم الأفالان بشجاعة، استحق عليها الوسام؟! أم أن الوسام سلّم له لأن سعداني ركع أمامه وسلّمه ملف السكن الباريسي؟! لست أدري لماذا يبهدل رجال النظام أنفسهم بهذه الطريقة؟!ثانيا: وزارة الخارجية ترد على أمريكا وتقول لها: إن تقريرك حول حقوق الإنسان في الجزائر يفتقر إلى المصداقية! ولا تجد هذه الوزارة حرجا فيما تقول.. وهي تتحدث أيضا عن حوار استراتيجي مع أمريكا تقوم به الجزائر.. في حين تقوم السلطة في الجزائر بحوار تكتيكي مع الشعب والمعارضة استمر 7 سنوات من أجل تعديل الدستور، ولم يتم.. حتى الرئيس قال إن الحوار يكاد يتم ! بالطبع الحوار التكتيكي مع الشعب الجزائري يقوم به بن صالح باستقبال أويحيى عن الأرندي، ثم يقوم به أويحيى باستقبال بن صالح عن الأرندي! أي حوار تكتيكي وليس استراتيجيا مثلما هو الحال في الحوار مع أمريكا.. لماذا لا يجري هؤلاء حوارا تكتيكيا في غرداية وهي تعد قتلاها؟! ويجرونه استراتيجيا في أمريكا ومالي؟ثالثا: أويحيى يقول إنه يعرف بالتدقيق الأوجه التي صرفت فيها 600 مليار دولار خلال العشرية الأخيرة.. والسؤال: لماذا لا يتكرّم علينا وينشر هذه المعلومات.. ويقول لنا مثلا كم أخذت هلاري كلينتون لأمريكا في حكاية (B.R.C)؟! وكم أخذ الروس في حكاية السلاح المغشوش؟! وكم أخذ الرؤساء الأفارقة الذين زاروا المريض في زرالدة؟! وكم أخذ جماعة خليل وجماعة غول وجماعة عاشور عبد الرحمان؟! وكم أخذ هولاند فوق الطاولة تحت الطاولة في فال دوغراس الأولى والثانية لقاء العهدة الرابعة والثالثة؟! لست أدري لماذا يبهدل رجال الحكم أنفسهم أمام الرأي العام بهذه الطريقة المؤسفة؟!يا سي أويحيى: الجزائريون الشرفاء لا يريدون معرفة ما حصل حتى لا يزيد عندهم مرض السكر والضغط.. بل يريدون فقط أن تمكّنوا الشعب من حكم نفسه ومنع حدوث ما حدث في الماضي.. هل أنتم مستعدون؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات