فرنسيون يزاحمون الجزائريين على قلب اللوز بباريس

38serv

+ -

يقف أعضاء الجالية الجزائرية إلى جانب المسلمين الصائمين من مختلف الجنسيات في طوابير طويلة ساعات قبيل الإفطار تبدأ في أوقات مبكرة، إذ يقصد هؤلاء محل الحلويات الشرقية بـ”كريملين بيستر” (الكنوز المسكّرة) لشراء حلويات تزين موائد رمضان لقضاء السهرة.يستقطب المحل، يوميا، المئات من الزبائن أغلبهم من أفراد الجالية الجزائرية بفرنسا، بعدما يقطعون مسافات طويلة من أجل تلذذ مذاق “قلب اللوز” و”السيڤار” و”المقروط” و”الزلابية” و”كعب غزال” و”البقلاوة” و”سيڤار الياسمين” المحشي باللوز وغيرها من الأصناف المتنوعة التي تزين واجهة المحل الذي أصبح قبلة جميع الصائمين بباريس بل وحتى من مدن فرنسية أخرى.طوابير تملأ الشارع الرئيسي بمحاذاة أكبر مركز تجاري في المقاطعة الباريسية، حركة ونشاط منقطعا النظير داخل المحل، ذكرتنا بنفس المشاهد التي اعتدنا عليها في شهر رمضان بمختلف المدن الجزائرية، كما أظهرت لنا مدى تعطش أفراد الجالية على وجه الخصوص إلى الحلويات التقليدية الجزائرية التي يجلب مذاقها الكثير من الفضوليين من الفرنسيين والأوروبيين.السيدة دالفين كانت واقفة في الطابور، متزوجة مع جزائري، وهو من جلب تلك الحلويات في إحدى الأيام الرمضانية السابقة. منذ الوهلة الأولى قالت بأنها رفضت تناولها لكثرة العسل واللوز خوفا على رشاقتها، لكن زوجها ألح عليها لتذوق جزء صغير فقط، فتناولت بعده قطعة كبيرة من قلب اللوز، ومنذ ذلك اليوم أصبحت مهووسة، بل تكاد تكون في حالة “إدمان”، تأتي بدل زوجها لشراء ما ينقصها لمدة ثلاثة أيام نظرا لبعد المسافة بين المحل ومقر سكناها، واستحالة قدومها يوميا، بالنظر إلى الطوابير التي “تفشل” الصائم بمجرد رؤيتها، تقول دالفين.مليكة بدورها قالت إنها وجدت في الطوابير “ريحة البلاد”، أما الحلويات فهي لا تستغني عنها لمذاقها “القاتل”، وقالت “إللي يذوق بنتها ما يتهنى”. أما الفرنسي هارفي فقد اكتفى بقوله “سوبليم”. الحاجة سعدون نوارة قالت هي الأخرى “أنتظر بفارغ الصبر عودة ابنتي من العمل كي ترافقني لشراء البقلاوة والمقروط والزلابية، وأيضا لأستحضر ذكريات البلاد”.أثارت هذه الشهادات الحية فضول “الخبر” التي اقتربت من صاحب المحل علي جلال، سألناه عن سر مذاق وذوق هذه الحلويات التقليدية التي تجذب المئات إن لم نقل الآلاف من أفراد الجالية في هذا الشهر الفضيل من كامل ناحية “إيل دو فرانس”، فأكد أن السر يكمن في حب المهنة وهو مولع بحرفته التي بدأها في سن مبكرة في 12 من عمره، حيث كان يساعد والدته في صنع الحلويات التقليدية، إلى أن صنعت منه أحسن موهبة في منطقة “إيل دو فرانس” الباريسية بشهادة غرفة الحرف والصناعات التقليدية بباريس، التي منحه من خلالها المركز الجهوي للتقييم الغذائي (سرفييا) شهادة النوعية، ليحتل المحل بذلك المرتبة الأولى في الناحية بأكملها، جاءت كهدية لإطفاء “الكنوز المسكّرة” شمعتها الـ20 من الوجود بالعاصمة الفرنسية.هذا الاعتراف والإقرار بالجودة وذوق الحلويات لم يدفع “الكنوز المسكّرة” إلى الدخول في التنافس بالأسعار مع نظيراتها في الميدان، حيث تمت مضاعفة الأسعار، بل على العكس في الوقت الذي رفعت جميع محلات بيع الحلويات الشرقية أسعارها احتفظت “الكنوز المسكّرة” بأسعارها رغم ارتفاع المواد الأولية، لكنها فضلت راحة جيوب زبائنها بالإبقاء على سعر واحد أورو وعشرين سنتيم لحبة البقلاوة وكل حلويات اللوز، وثمانية أورو ونصف أورو لسينية قلب اللوز، يقول علي جلال.تجدر الإشارة إلى أن “الكنوز المسكّرة” مؤسسة عائلية فرنسية جزائرية من الغرب الجزائري تنحدر أصولها من مدينة مستغانم، لديها مخبر لتصنيع الحلويات الشرقية بالضاحية الباريسية يضم 18 عاملا، كما وظفت بصفة مؤقتة خلال شهر رمضان أعوانا تجاريين للتكفل بطلبات الزبائن بغية محاولة تخفيف الضغط عن هذا المحل الذي أصبح عنوانا واحدا لآلاف الجزائريين في شهر رمضان.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات