خلافان رئيسيان يعرقلان الاتفاق على الملف النووي الإيراني

مازالت نقاط الخلاف بين إيران ومجموعة “5+1” (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، إضافة إلى ألمانيا) قائمة، في آخر يوم من المفاوضات الشاقة والطويلة للتوصّل إلى اتفاق نهائي يرضي الطرفين، ما جعل الناطق باسم الرئيس الأمريكي يرجح تأجيلا طفيفا لموعد التوقيع الذي كان متوقعا، أمس، وأجّل في نهاية المطاف إلى الجمعة القادم. نجد على رأس الاختلاف الملف العسكري، خاصة وأن إيران ترفض حق تفتيش وكالة الطاقة الذرية لمنشآتها العسكرية التي ليس لها علاقة بالنووي، ما يوحي بأن الدول الغربية، الواقعة تحت الضغط الإسرائيلي والخليجي، تريد انتهاز الفرصة التاريخية لمنع إيران، نهائيا، من المزيد من التسلح. ففي حال وضع صناعتها الحربية تحت الرقابة، لن تتمتع في المستقبل بحق المباغتة في مواصلة المد الشيعي في المنطقة.وفي آخر التطورات، قال مقرب من الوفد الإيراني إن بلده “ليس مقيدا بتاريخ آخر فرصة”. وكان المفاوض الإيراني، محمد جواد ظريف، قد طالب برفع الحظر عن استيراد الأسلحة، فكان الرد الأمريكي صارما وقاسيا، إلى درجة أن كاتب الدولة الأمريكي جون كيري هدد بالانسحاب.فبعد 11 يوما من مفاوضات المنعطف الأخير، تمكنت مجموعة “5+1” من انتزاع تنازلات جوهرية من الطرف الإيراني، حيث تمكنت من وقف طرد اليورنيوم لاستعماله لأغراض عسكرية وفرض الرقابة على المنشآت النووية لفوردو وطانتز، وفرض الرقابة على منشأة أراك للماء الثقيل، الأمر الذي لن يمكن إيران أبدا من إنتاج البلوتنيوم للاستعمال العسكري.وما زاد الطين بلة، اشتراط الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقديم معلومات عن 11 نقطة تتعلق بمنشآت عسكرية ووضعها تحت الرقابة.في المقابل، يعرف الجميع، والمفاوضون الغربيون بالدرجة الأولى، أن إيران تعاني من العقوبات القاسية التي فرضت عليها، خاصة بعدما شرع الاتحاد الأوروبي منذ سنتين في سن عقوبات على إيران، عقوبات جعلت هذا البلد لا يبيع النفط، مورده الاقتصادي الأساسي.وبالرغم من ذلك، وكأن التنازلات الإيرانية لم تشف غليل إسرائيل التي تقول حتى اللحظة، إن الاتفاق سيكون كارثيا ولصالح إيران. فبعد التوقيع، سيستطيع الغرب القول إنه كسر شوكة عدوين محتملين في المنطقة، هما العراق ثم إيران.