ًً❊ وصل الهوان بالجزائر إلى حد أن وزارة الخارجية الجزائرية سرّبت معلومات للصحافة تتحدث فيها عن ضغوط مارستها السفارات الخليجية على الوزارة بخصوص بعض الكتابات التي تعتبرها هذه السفارات مساسا بمصالحها وسمعتهاǃأولا: الاختراق الخليجي للحياة السياسية والاقتصادية في الجزائر جاءنا منذ 15 سنة، وقد تعاظم هذا الاختراق إلى حد أنه أصبح يوجه حتى السياسة الإعلامية والثقافية في الجزائر بالجوائز عبر ممارستين: الفساد المالي بشراء الذمم، وعبر الفساد الدبلوماسي بجعل مواقف الجزائر من بعض القضايا في المنطقة تنسجم مع مواقف دول الخليجǃوزير الإعلام يتحدث عن تجاوزات تمارسها الصحافة ضد مصالح البلاد، فهل التفت هذا الوزير إلى ما تفعله السفارات في الجزائر (الخليجية تحديدا) من اختراقات. هل باستطاعة الوزير أو غيره أن يفتح تحقيقا جديا في ما تفعله السفارات بالسياسة والإعلام عبر شركات هذه الدول العاملة في الجزائرǃووصل الحال إلى حد أنها أصبحت هذه السفارات (بكل وقاحة) تعتبر من حقها أنها تتدخل في محتوى ما تكتبه الصحافة الجزائريةǃ والمصيبة أن وزارة الخارجية تنقل ذلك إلى الصحف ولا تضع هذه السفارات عند حدهاǃثانيا: منذ مدة حدثني زميل تعرّض إلى مصادرة مقال له في صحيفة وطنية.. بل وتم توقيفه عن الكتابة بسبب أنه نشر في مقاله الصادر معلومة تتحدث عن تدخل سفارة خليجية لدى جامعة جزائرية لإنجاح طالب لم يدخل حتى الامتحان الذي نجح فيهǃ إلى هذا الحد وصل تدخل السفارات الخليجية في الشأن الجزائريǃلماذا لا يفتح سيادة الوزير تحقيقا في هذا الشأن ويحمي الصحافة من التدخل الخارجي؟! وهذه رسالته.. لو كان يعرف مثل حكومته هذه الرسالة؟ǃ ولعلها الرسالة المناطة بالوزير والتي تأتي قبل حقه في حماية رموز السلطة ورجالاتها من الصحافة والقنوات التي تعتدي عليهاǃثالثا: من المؤسف حقا أن هذه الممارسات لا تأتي إلا من السفارات العربية، والخليجية تحديدا.. فأنا مثلا أقول دائما في فرنسا وأمريكا والغرب عموما، أكثر مما قاله مالك في الخمرǃ ولكن لم أتلق احتجاجا ولا مرة من سفارة فرنسا أو أمريكا؟ǃ هل الجزائر مستقلة عن هذه الدول أكثر من استقلالها عن دول الخليج؟ǃ أم أن الأمر يتعلق بحالة تفضيلية تمارسها الخارجية الجزائرية والرئاسة مع دول الخليج، أساسها السكوت المتبادل عن الفساد!؟رابعا: أتذكر أن صحيفة “لوموند” الفرنسية طلبت لقاء مع الشاذلي بن جديد سنة 1983، ولكن الدكتور عميمور تماطل في تقديم الطلب للرئيس.. فاغتاظ صحفي “لوموند” من التصرف وكتب مقالا كيديا ضد عميمور، كان سببا في إبعاده من منصبه كمستشار بالرئاسة.. وقال الصحفي في المقال: إن عميمور يقول: إنه يعطي دروسا في العربية للشاذلي بن جديد لتحسين مستواه، ولكن بعد 4 سنوات لم يتحسن أداء الشاذلي في العربية.. وقالت “لوموند”: إن السبب لا يعود إلى محدودية مدارك الشاذلي، بل يعود إلى الطريقة التي يدرس بها عميمور الرئيس الشاذليǃ وصورت كاريكاتيرا فيه عميمور يرفع رجلي الشاذلي ويجلده.. وقالت إن عميمور يدرس الشاذلي بطريقة الكتاتيب ويعطيه الفلقة عندما لا يحفظ الدرس.. وبسبب هذا المقال أبعد عميمور من الرئاسة؟ǃ[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات