+ -

 كثيرًا ما يتعامل النّاس بموازين تختلف تمامًا عن مقصد الشّارع الحكيم، فهم يرون أنّ الذكي الفطن والحاذق الماهر هو الّذي لا يفوته أحد في كسب مال، ولا يسبقه منافس في مشروع، ولا تكاد تفلت منه صفقة، فهو جمّاع منّاع ولو كان مضيّاعًا لدينه، خاويًا من زاد الآخرة.والمطلوب التّوازن والاعتدال مع ترجيح الكفّة الباقية على الفانية، قال صلّى الله عليه وسلّم: “الكيِّس مَن دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز مَن اتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني”، فلا مجال لتضييع الفرص واقتناص كلّ سانحة، قيل لأبي حازم الزّاهد: “إنّك لتجتهد في العبادة”، فقال: “كيف لا أشدِّد وقد ترصّد لي أربعة عشر عدوًّا”، قيل: “ألك خاصة؟”، قال: “لا، ولكن لجميع مَن يعقل”، فقيل: “ما هذه الأعداء؟”، قال: “أمّا أربعة: فمؤمن يحسدني ومنافق يبغضني وكافر يقاتلني وشيطان يغويني ويضلّني وأمّا العشرة: فالجوع والعطش والحر والبرد والمرض والفاقة والهرم والموت والقبر والنّار ولا أطيقهنّ إلاّ بسلاح تام ولا أجد لهنّ سلاحًا أفضل من التّقوى” {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات