رجال الأمن يتحدون حرارة الصحراء في رمضان

38serv

+ -

يصوم نحو مائة ألف عسكري، شرطي ودركي رمضان في ظروف استثنائية في الجنوب الجزائري مع ارتفاع درجة الحرارة التي قد تصل إلى خمسين درجة مئوية، لا تمنعهم من أداء واجبهم في ظروف بالغة الشدة. يفرض الوضع الأمني المتأزم على أكثر من جبهة في الجنوب على أفراد الجيش والشرطة والدرك العمل طيلة 24 ساعة في اليوم لتأمين الحدود البرية، خاصة مع رفع درجة التأهب التي فرضتها الحرب الدائرة في ليبيا، وسط المخاوف من وقوع عمليات إرهابية تستهدف قواعد عسكرية وأمنية جزائرية على الحدود أو حتى حقول نفط وغاز.ويتواجد، حسب مصدر أمني، على الحدود الأخطر في الجزائر، والتي تمتد عبر صحراء قاحلة على مسافة يفوق طولها ألف كلم، ما يتراوح بين خمسة وأربعين وستين ألف عسكري ودركي وعنصر حرس حدود.وعلى الحدود مع مالي والنيجر ينتشر ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف عسكري وعنصر درك وحرس حدود، يخوضون حرب مطاردات يومية مع مهربي الوقود ومهربي السلاح والمخدرات، وهم أيضا مجبرون على العمل في ساعات القيلولة شديدة القسوة من أجل تشديد الرقابة على الحدود.وتشهد مناطق أقصى الجنوب على حدود مالي، النيجر وموريتانيا، ارتفاعا قياسيا لدرجة الحرارة ويسجل مقياس الحرارة في منطقة عين ڤزام على حدود النيجر مثلا متوسط درجة حرارة في شهر جويلية لا يقل عن سبعة وأربعين درجة مئوية في الظل، طبقا لمصالح الأرصاد الجوية.وفي مدينة غرداية الملتهبة منذ ديسمبر 2013 بسبب أعمال العنف، يتواجد أكثر من ثمانية آلاف شرطي ودركي، وقد فرض عليهم الوقوف دون تجدد أعمال العنف على العمل في ظروف صعبة. ويذكر المئات من عناصر وحدات التدخل التابعة للدرك والشرطة مشاهد الرعب في رمضان 2014، عندما استنشق آلاف المواطنين والمئات من الملثمين المتورطين في أعمال العنف ومعهم عناصر الدرك والشرطة كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع، ما اضطرهم للإفطار.المصلحة تبيح لهم الإفطار

قال الدكتور هزال جيلالي، إمام خطيب متخصص في علوم الشريعة، إن “المصلحة تبيح لمن يضطر للعمل في عمل مفيد للمسلمين ولا يمكن الاستغناء عنه كما هو الحال مع من يحرس الحدود ويوفر الأمن للخائفين، الإفطار على أن يعيد صوم الأيام، إلا أن الأمر يحتاج لفتوى موثوقة صادرة عن جهة رسمية دينية تماما كما فعلت دار الإفتاء المصرية التي أباحت للعاملين في المهن الشاقة الإفطار في نهار رمضان، شريطة أن يكون هذا العمل مصدر الرزق الوحيد للعامل”. ورغم هذا، فإن الغالبية العظمى من عناصر الجيش والدرك والشرطة العاملين في الجنوب يرفضون الإفطار بل ويصرون على الصوم في هذه الظروف. والمثير أكثر، أن المهربين الذين ينقلون السلاح والمخدرات عبر الصحراء والإرهابيين يفطرون في رمضان أثناء تنفيذ عمليات التسلل، لأن التنقل عبر الصحراء في ساعات النهار يحتاج إلى جهد لا يمكن أبدا أن يتوفر لشخص صائم. ويتداول الجهاديون الأعضاء في الجماعات الإرهابية عددا من الفتاوى التي تبيح لهم الإفطار عند الإغارة على “العدو”. وتشير شهادات لعناصر من الدرك الوطني عملوا في عام 2014 في منطقة عين ڤزام إلى أنهم أوقفوا أكثر من مرة مهربين في منطقة تافسست شمال شرق عين ڤزام على الحدود مع النيجر، اعترفوا بأنهم أفطروا .    

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات