أصبح للمسلمين وجود أكبرفي السياسة والجيش الأمريكي

+ -

طالب الدكتور الإمام يحيى الهندي، أمريكي مسلم وأستاذ في جامعة جورج تاون الأمريكية المتخصص في مقارنة الأديان والمتخصص أيضا في الإسلام والمسيحية واليهودية، بـ “عدم تكفير بعضنا البعض كي لا يستغلها غيرنا لضربنا”، مضيفا أن التطرف مرفوض. ذكر الدكتور يحي الهندي الذي يعد أيضا عضوا متحدثا في منظمة الشورى في الإسلام بشمال أمريكا خلال المحاضرة التي ألقاها، الأسبوع الماضي، في قسنطينة بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أن “داعش” وغيرها من الطوائف التكفيرية، يكفّرون المذنب بذنبه ولا يؤمنون بالحوار المذكور في الإسلام والذي جاء أكبر مثال عليه في سورة البقرة “حوار الله تعالي مع الشيطان”.وقد أكد الإمام أن ظاهرة التكفير التي غزت الشعب العربي والمسلم في السنوات الماضية، ليست من أمريكا بل من بعض المناهج والكتب وطرق تعليم الإسلام، فكثير من الفقهاء كانوا يحددون معيار المسلم بطول لحيته وقصر ثوبه، وأن تكون المرأة محجبة بطريقة معينة وهي ممارسات سيئة لا علاقة لها بالدين بل بسوء فهم الدين وسوء توظيف النصوص الدينية لدى العرب والمسلمين، مؤكدا أن الأزمة تكمن في فهم النصوص وكيفية توظيفها.فالغرب، كما قال، يتهم الإسلام أنه دين إرهاب، وهي نظرة مجحفة وغير عادلة ولها أهداف خاصة واستراتيجيات عدائية للإسلام، غير أنها تتضمن بعض الصدق بسبب الممارسات السيئة للإسلام في العالم العربي والإسلامي، وفشل المسلمين والعرب في تطبيق الإسلام بشكل صحيح أعطى صورة سيئة عنه.وعن تحسين أوضاع المسلمين في العالم وتغيير الأمم والشعوب، قال يحي الهندي إن الأمر لا يأتي بين عشية وضحاها، بل يتطلب ذلك عشرات السنين، وينبغي للعرب والمسلمين أن يفكروا على المدى البعيد، “فإذا لم يتغير الموقف الأمريكي اليوم فلا يعني أننا فشلنا، فالمسلمون في الولايات المتحدة يحاولون أن يغيروا بطريقة عقلانية منطقية”.وأكد المتحدث أن هناك ممارسات غير مقبولة من الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بمعالجة الإرهاب وأمريكا مسؤولة عن بعض ما يحدث في العالم.وقال الهندي إنه رغم كل ما يحدث في الساحة العالمية، غير أن عدد المسلمين في أمريكا في تزايد حتى بلغ عددهم 7 ملايين مسلم، وأصبح للمسلمين وجود أكثر في الجيش الأمريكي وفي المنظومة السياسية الأمريكية، وأصبح المسلمون الآن لهم دور فعّال في مجال الانتخابات المحلية على مستوى الولايات والمدن، وهناك عضوان مسلمان في الكونغرس “وأتنبأ بأن يرتفع عدد المسلمين الأعضاء خلال الانتخابات القادمة”.وعن تطبيق مبادئ العدل والسلام، قال الهندي إن “على أمريكا البدء بتطبيقه على غيرها كما تطبقه على نفسها، فكما تطالب أمريكا من المسلمين أن يتركوا الإرهاب والعنف، أيضا على أمريكا أن تترك الإرهاب والعنف كذلك، مما تطالبه أمريكا من غيرها ينبغي أن تطالبه من نفسها ولكن أيضا ما يطالبه العرب والمسلمون من أمريكا ينبغي أن يطالبوه من أنفسهم، نحن نريد لأمريكا أن تتحاور معنا، أنا أرى من العرب أن يتحاوروا مع أنفسهم ومن المسلمين أن يتحاوروا مع أنفسهم”.  وذكر المتحدث أنه يحاول، من جهته، إنهاء حالة الحرب والحقد القائمة بين الشرق والغرب بإيجاد جسور للتعاون والحوار لخدمة المبادئ السامية العالمية من أجل العدل والسلام لإنهاء الحروب والصراع بين الحضارات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات