يَذكر العلماء أنّ للقرآن الكريم عشرات الأسماء قد تصل إلى المئة، وكثرة الأسماء دليل على شرف المُسمّى، ولعلّ أكثرها شهرةً: القرآن والكتاب ثمّ الفرقان، وفي هذا الأخير دلالة على أنّه فرّق بين الحقّ والباطل، وميّز بين الإيمان والكفر، وفصل بين التّوحيد والشّرك، وحدَّ بين العدل والجور، وبين العلم والجهل وهكذا.ومن بركات رمضان أنّ الفرقان نزل فيه: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}، وقد وقعت غزوة بدر في 17 من رمضان سنة 2 للهجرة، فكانت أيضًا فرقًا بين الحقّ والباطل، وفيصلاً بين معسكرين، فسمّاها الحقّ سبحانه فرقانًا {يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} أي يوم بدر، حيث كان النّصر حليف المسلمين رغم الفارق في العتاد، والعدة، والرجال، بين الطّرفين {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ}، فاعجَب كيف اجتمع فرقان القرآن وفرقان بدر في شهر غاية العبادة فيه تحقيق التّقوى؟! وهذا المقصد يتوّج الأمّة التقيّة بمنزلة الفرقان {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}.فما أحوج الأمّة لهذا الميزان الّذي تفرّق فيه بين الحقّ والباطل، وبين الهُدى والضّلال، وبين ما ينفع ويضرّ، فكثير من النّاس اختلط عليه الحابل بالنّابل، والخاثر بالزُّبَّاد، وفعل بنفسه فاقرة لم تستطعها قوّة الأعداء القاهرة!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات