+ -

من اللّطائف القرآنية ما يُسمّى بـ«واو الثمانية”. وقد وردت في عدّة آيات من القرآن الكريم مثل قول اللّه تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقَولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمُ..}، فهنا جاءت الواو قبل الثمانية دون غيرها.ومثله قوله تعالى: {عَسَى رَبَّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}. فجاءت الواو قبل الوصف الثامن لا غيره، والسّبب هنا أنّ جميع هذه الصّفَاتِ السَّبْع يمكنها أن تنطَبِق على امرأة واحدة إلاّ الصّفتين السّابعة والثّامنة فلا يمكن أن تنطبقَا على امرأة واحدة في وقت واحد فهما متناقضتين، فوجب فصلهما بحرف الواو.ومثله قول تعالى في سورة التّوبة: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّه وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}. فجاءت الواو قبل الصّفة الثّامنة كما في نظيراتها.فهذه الواو هي واو عطف لكنّها تأتي أحيانًا قبل الصّفة الثّامنة أو لفظ الثّمانية، فسمّاها المفسّرون بـ”واو الثّمانية”، وهذه لطيفة جميلة في آيات القرآن العظيم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات