تضامن وهراني مع العجزة والأطفال المسعفين

38serv

+ -

تحولت مدينة وهران إلى “مطعم شعبي كبير”، في شهر رمضان، من كثرة المطاعم والمراكز التي تفتح في هذا الشهر لتوفير وجبات الفطور لمن حرمتهم الظروف من المأوى والمأكل والمشرب.  لا يوجد حي في مدينة وهران لم يفتح سكانه مطعما رمضانيا، دون الحديث عن المحسنين الذين يقومون بتموين مطاعم الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر وغيرها. ويكتشف المتجول هذه الأيام في وسط مدينة وهران طاولات تنصب في شارع العربي بن مهيدي تحت الأقواس يقصدها المهاجرون السوريون والأفارقة وعابرو السبيل، ويقوم على هذا المطعم محسنون من أموالهم الخاصة.ولا يقتصر التضامن في رمضان في وهران على هذه المظاهر فقط، حيث يوجد متضامنون آخرون لا يشهّرون بما يفعلون، يعرفهم فقط القائمون على مديرية النشاط الاجتماعي والمقيمون في مآوي العجزة والأطفال المسعفين.ففي كل سنة تسجل مديرية النشاط الاجتماعي لولاية وهران العديد من الطلبات التي تقدمها عائلات وهران للتكفل بشيخ أو عجوز أو طفل أو طفلة ممن لا أهل لهم، وتتقدم العائلات الوهرانية بطلباتها للتكفل بهؤلاء المحرومين أشهرا قبل حلول شهر رمضان، وهي عادات متجذرة في المدينة المعروف أهلها بالكرم وحسن الضيافة.وتتبع هذه الطلبات تحقيقات إدارية من قِبل مديرية النشاط الاجتماعي، لضمان إعادة الأطفال المسعفين إلى المراكز التي يقيمون فيها طوال السنة، وكذلك التأكد من حسن استقبال المتقدمين في السن من الذين تتطلب حالتهم الصحية رعاية خاصة. تقول السيدة مونة بن قندوس إن عائلتها تستضيف كل شهر رمضان أطفالا مسعفين، لكنها تعودت على طفل صار كأنه أحد أفراد العائلة، وتضيف: “نستقدمه قبل حلول شهر رمضان، يقضي معنا كل فترة الصيام، وفي السنوات الأخيرة مع تزامن شهر رمضان مع عطلة الصيف نطلب من مديرية النشاط الاجتماعي أن تمدد إقامته معنا أسابيع أخرى”.ولا تطيل السيدة مونة في الحديث عما تقدمه عائلتها لهذا الطفل: “إننا نعتبره واحدا منا، يأكل معنا، ينام في فراشنا، نأخذه إلى أقاربنا في الزيارات العائلية”. وتتورع عن ذكر أن عائلتها تشتري له لباس العيد وكذلك ألبسة السنة كلها، وتستقدمه أيضا في العيد الأضحى ليقضيه معهم، وكذلك في كثير من العطل.وهو نفس ما تقوم به الكثير من العائلات الوهرانية، والتي كانت في السابق تعبر عن تضامنها مع هذه الشريحة الضعيفة من المجتمع بطريقة أخرى. تقول السيدة “م. ق«: “كان والدي رحمه اللّه يضع جانبا في ميزانية شهر رمضان جزءا من المال لشراء المواد الغذائية والألبسة، ويأخذنا معه ونودعها في دار الطفولة المسعفة. وكنا نقيم في بيت متواضع في حي مديوني العتيق. واليوم استقل كل واحد من أفراد عائلتنا ونعيش في خير والحمد للّه. وأردنا أن نخلد ذلك التقليد العائلي الذي رسخه الوالد، حيث نستقدم أيتاما من دار الطفولة المسعفة ويقضون معنا كل شهر رمضان. وهو أقل شيء يمكن أن نقدمه لهم. يقضون معنا ومع أولادنا هذه الأيام المباركة ونجتهد لكي لا يحسوا بأنهم يختلفون عنا. ولا أخفي عليكم أن أصعب يوم في هذه الفترة هو ذلك اليوم الذي تطلب منا فيه مديرية النشاط الاجتماعي أن نعيدهم إلى المركز. إنه يوم صعب جدا علينا وعليهم”، كما تقول.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات