+ -

 ورد لفظ  (الله) أربع مرّات في الآية، قال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا، إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرُ} المجادلة:1. هذه الآية الأولى من سورة المجادلة، تتحدّث عن حادثة ظِهار أوس بن الصّامت من امرأته خولة بنت ثعلبة، وتشير إلى مجيئها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تعرض المشكلة عليه، وتجادله وتحاوره، وتشتكي إلى الله.وعندما ننظر في الآية الكريمة فسنجد فيها اللّطائف التالية: الآية مكونة من أربع جمل، وكلّ جملة فيها لفظ الجلالة (الله) وهذه لطيفة رائعة.. وجاء لفظ الجلالة في كلّ جملة في موقع إعرابي جديد، دون تكرار.في الجملة الأولى فاعل، وفي الجملة الثانية مجرور، وفي الجملة الثالثة مبتدأ، وفي الجملة الرّابعة اسم “إن” وهذا تنويع إعرابي رائع.مادة سمع مذكورة في الآية ثلاث مرّات. وهذه لطيفة رائعة أيضًا. وجاءت كلمات مادة (سَمِعَ) مرتّبة ترتيبًا (اشتقاقيًا) مقصودًا: بدأ بالفعل الماضي في الجملة الأولى: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}، ثمّ انتقل للفعل المضارع في الجملة الثانية: {وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا}، ثمّ ختم بالصّفة المشبهة في الجملة الثالثة: {إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}، وهذا التّرتيب الاشتقاقي جميل: سمع، يسمع، سميع.وهذا ترتيب تفسيري موضوعي أيضًا.. سمع الله القول الفائت.. وهو يَسمع الآن التحاور بينكما.. وهذا لأنّه سبحانه سميع بصير.كلية الدراسات الإسلامية بقطر

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات