يحق لأي أحد الغناء في حـب اللـه والنبـي

+ -

اعتبر ابن قسنطينة المنشد “عبد الجليل أخروف”، طابع الإنشاد تراثا عربيا إسلاميا يربي ويثقف ويبعث بالاطمئنان للنفس البشرية، معرجا في الموضوع ذاته إلى دور المفاهيم الموسيقية والتحكم في المقامات العربية في صقل الموهبة، مؤكدا في حوار مع “الخبر” أن المنشد يعد جزء هاما من السياق العام للموسيقى العربية.هل توجّهك للإنشاد كان عن طريق الاختيار وبمن تأثّرت ولمن تريد أن تغني؟ نعم تلقيت تكوينا موسيقيا في هذا الاتجاه، بفضل الأب الذي كان فعلا مدرسة فنية وموسيقية قائمة بذاتها بالنسبة لي، وأنا أقدّم له أسمى تحياتي الإكبار والاحترام على كل ما زوّدني به من مفاهيم موسيقية ومصطلحات فنية،  وقد كان لها الأثر الإيجابي في حياتي الفنية، وأي نجاح أحققه فهو مهدى للأب، حفظه الله، وقد تأثرت بكل العمالقة في الفن العربي وكنت أستمع كثيرا لهم على اعتبار أنني وبشهادة أساتذتي الموسيقيين تلميذ مجتهد في فن السماع، ومع مرور الزمن اكتسبت مهارات في فن المقامات، كما تأثرت بالفنان وديع الصافي رحمه الله والفنان صباح فخري ومشايخ المالوف، دون أن أنسى تأثير الصديق لطفي بوشناق على مشواري الفني.أصبح طابع الإنشاد مرتبط بالمناسباتية، فنجد كبار الفنانين يتوجهون له في رمضان ثم سرعان ما يتحولون إلى طابع آخر، فما هو موقع المنشد هنا؟أولا الإنشاد جزء من تراث الموسيقى العربية الإسلامية، وكل المطربين قديما كانوا يؤدون أغاني الغزل العفيف والإنشاد، ومن حق المغني أن يغني الإنشاد في جل المناسبات الدينية والوطنية ومتى يحلو له، لأنه ليس ملكية خاصة وليست حكرا على المنشدين دون سواهم، أرى أن كل ما هو جميل يربي ويثقف ويبعث على الاطمئنان في النفس البشرية، وأضيف لقد عرف تاريخ الموسيقى القريب والبعيد أسماء من فنانين برعوا في الغناء وأدوا أروع ما أدى في مجال الإنشاد، وليس على سبيل الحصر أن أذكر أديب الدايخ وسيد مكاوي، فكل من أدى للقيمة الجمالية التي تضيف التراث الإنساني ولا تنقصه فهو منشد، والإنشاد كلمة تستعمل الآن على محمل فضفاضة تريد أن تفصل المنشدين عن السياق العام للموسيقى العربية الإسلامية، وأضيف فلكل من أراد أن يغني الله والنبي والجمال أن يفعل ما يهمنا أن نجتمع جميعا منشدين ومطربين في محاربة الرذيلة والابتذال والرقي بالإنسان مهما كانت ثقافته أو لغته أو مشاربه.هل للإنشاد مكان في الساحة الفنية الجزائرية وهل الإعلام والبرامج التليفزيونية تعطي حق المنشد؟الحمد لله، الآن توجد رعاية من الدولة ووزارة الثقافة لهذا النوع من الغناء، من خلال تنظيم أربع مهرجانات محلية ومهرجان دولي مسطرة من وزارة الثقافة، وهناك العديد من البرامج التلفزيونية على القنوات الوطنية والقنوات الخاصة التي تعنى بهذا المجال، إلى جانب مسابقات منظمة من طرف جمعيات.هل خرجت بإنشادك خارج حدود الوطن ؟توجد  العديد من المحاولات على المستوى الفردي فقط ،لكن الوصول إلى النجومية يحتاج إلى مؤسسات تكون ورائك  لتصنع النجوم،  و قد كانت لي خرجات خارج الوطن  حيث كنت ضيف شرف في إمارة الشارقة  في برنامج منشد الشارقة الطبعة الخامسة رمضان ،2010  وكان لي ظهور و مشاركة في برنامج على قناة النيل الثقافية المصرية.هل مواقع التواصل الاجتماعي ستساعد على الشهرة ودعم المنشدين؟نعم، مواقع التواصل الاجتماعي توفر لك السرعة في تنفيذ المعلومة، ثم الاحتكاك والتعارف في العالم بأسره، ناهيك عن عرض منتوجك بالمجان، شخصيا أرى أنها مفيدة جدا في زمننا هذا لمن يحسن استعمالها ونعمة من عند بالله، أن إعلامنا لا يزال بالمجانهل الفيديو كليب الذي يعتمد على عامل الجمال والإتقان في الأسلوب لنقل الرسالة خدم المنشد؟ الفيديو كليب الناجح هو الذي تنسب مشاهده لتشحن المعاني بمعانٍ أخرى فتزيدها عمقاً وجمالاً، بل إن المشاهد التي تتماشى مع كلمات الأنشودة فتحيلها إلى مشاهد حية وناطقة تلامس شغاف القلوب، ومن هنا تكمن فائدة الفيديو كليب للأنشودة، فالصور والمشاهد وحركات المنشد وتعبيراته تلعب دوراً مهماً في رسم صورٍ وأخيلة لا تستطيع الكلمات بمفردها أن توحي بها، وصراحة الكليب دافع قوي لانتشار الإنشاد ودخوله كل بيت، والناس تقضي معظم أوقاتها في مشاهدة التلفزيون الموجود في أماكن العمل والمقاهي والمطاعم وغيرها، مما يساعد المشاهد التعرف إلى الإنشاد كفن هادف يدعو إلى الفضيلة وأنا لديّ كليب من إنتاج قناة الصوفية يحمل عنوان تتزاحم التيجان من ألبوم فن السماع.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات