38serv

+ -

زارت “الخبر”، أمس، أهل الشاب الذي قتل والده، قبيل موعد الإفطار يوم السبت الماضي، ببن عكنون بالعاصمة، وتحدثت إلى شقيقه الوحيد الذي روى تفاصيل الحادث، مفندا ما يتداول من إشاعات تفيد بتعمد الأخ طعن والده على مستوى العنق، موضحا أنه استعمل السكين ولوح به مهددا، قصد تخويف الوالد فقط، قبل أن تتطور الملاسنات إلى عراك انتهت “بفقداننا الابن والوالد معا”. كانت حالة الصدمة لا تزال جاثمة على صدور أقارب العائلة الملتفين حول الأم لمواساتها، فحياة الأسرة انقلبت فجأة وتغيّرت كليا جراء الحادث، فبصعوبة كبيرة قررنا الاقتراب من عائلة فقدت الأب والابن في يوم واحد. دققنا الباب واستأذنا من أحد الأقارب والتمسنا منه إمكانية الحديث مع أهل الضحية، لنتفاجأ حينها بخروج رياض الشقيق الوحيد بنفسية منهارة غير مصدق ما حدث في منزلهم، قدّمنا واجب العزاء طالبين منه توضيح ما حدث بالضبط.أومأ رياض برأسه وبصوت بالكاد يُسمع، وقال “لم يكن أخي يقصد إيذاءه بعد حدوث تلاسن ومناوشات قبيل رفع أذان المغرب، حينها راح أخي وأحضر سكينا من المطبخ ولوح مهددا بضرب أبي قصد تخويفه فقط ليعود أدراجه ويهدأ، وهو التهديد الذي أشعل غضب أبي ودخلا في عراك أصيب في الأخير على مستوى الرقبة بشكل غير مقصود”.وتابع محدثنا “صحيح أن أبي غضوب نوعا ما وصارم في جل معاملاته، غير أن تسلل الشيطان في نفسيتهما وغياب العقل حوّل الشجار إلى عراك بالأيدي. حاولت فضّه قبل إصابة الوالد في العنق دون قصد، فهرع أخي إليه محاولا إنقاذه وإيقاف نزيفه، ومن ثم حاملا إياه لإسعافه غير مصدق ما اقترفت يداه.وفي حديث مع سكان الحي، تبين أن للعائلة أخلاقا عالية ومستوى علميا محترما، وبمجرد ما انتشر الخبر هرع الناس إليهم مواسين من مختلف المناطق، فالأم أستاذة والأبناء أكملوا دراسات عليا بجامعة باب الزوار. أما الابن الذي أصاب والده بجروح أدت إلى وفاته، فهو إطار سابق في الطيران العسكري ترك منصبه لأسباب صحية ونفسية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات