كثيرًا ما يَسعى المرء إلى مراتب الكمال، ويكِدّ لبلوغ مصاف الصّالحين، ويجاهد كي ما يتحقّق بصفات الفائزين، ولكن عوائق تمنع، وحواجز تدفع فهو دائم الحِراك، مستمر العِراك:لكلّ إلى شأو العلا حركات ولكن قليل في الرّجال ثباتفأهل الثّبات هم الّذين يَستحقّون الكرامة وينالون دار المقامة، في نعيمها خالدون ولربّهم حامدون {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.وقد خصّ الله تعالى المؤمنين حقّ الإيمان بمزية غاية في التّخصيص دونها النّجم بوبيص، إنّها المغفرة، أو الغُفران، أي ستر الذّنوب ودفنها وإزالة أثرها، حتّى يبدو المرء ليس به خطيئة نقيًا كما ينقّى الثّوب الأبيض من الدّنس، ولك أن تسأل مَن هم المؤمنون حقًّا؟ إنّهم {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} الأنفال:2-4.أيُّها الصّائم خُذ من هذه الصّفات الحظّ الوفير كي تنال المغفرة الّتي يكسو بها رمضان أهله في هذه العشر، ولا تكن ممّن قيل فيه: “رغم أنف مَن أدرك رمضان ثمّ لم يُغفَر له”، واطرق باب الله، فهو أهل التّقوى وأهل المَغفرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات