تتحدّث سورة القدر عن فضل ليلة القدر، وتخبر أنّ إنزال القرآن كان في ليلة القدر، وتبيِّن أنّها خير من ألف شهر، وحثّنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على إحياء تلك اللّيلة فقال عليه الصّلاة والسّلام: “مَن يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه”.تحتوي سورة القدر على إشارات عظيمة وعميقة منها: كلمة (القدر) مؤلّفة من خمسة أحرف، وكأنّها تشير إلى أركان الإسلام الخمسة. وتحتوي هذه السّورة على خمس آيات، وكأنّها تحثّ الأمّة على المحافظة على الصّلوات الخمس جماعة في بيت من بيوت الله تبارك وتعالى. حافظ على صلواتك الخمسِ فكم من مصبح وعساه لا يمسي واستقبل يومك بذِكر الإله تمحو به ما كان بالأمسِ.كما أنّ هذه السّورة تحتوي على ثلاثين كلمة، بعدد أيّام شهر رمضان الكريم، وهي تحثّ الأمّة على محافظة صيام هذا الشّهر الكريم. كما تحتوي على مائة وأربعة عشر حرفًا، بعدد سور القرآن الكريم، وكأنّها تحثّ الأمّة على تلاوة هذا الكتاب المجيد، الّذي أنزل في هذا الشّهر الكريم.وفيها إشارة إلى أنّ ليلة القدر هي ليلة السّابع والعشرين، وذلك لأنّ جملة (ليلة القدر) مكوّنة من تسعة أحرف، ومكرّرة ثلاث مرّات، ولعلّ الحِكمة من ورودها ثلاث مرّات هي الإشارة إلى تعيين اللّيلة، فحاصل ضرب عدد الحروف بعدد المرّات، نستنتج تعيين اللّيلة: 9×3=27، وهي ليلة القدر، والله تعالى أعلم.وذكرنا أنّ عدد كلمات هذه السّورة ثلاثون كلمة، على عدد أيّام الشّهر الكريم، ورقم كلمة (هي) الضّمير المنفصل الّذي يَعود على ليلة القدر، هو السّابع والعشرون في عدِّ الكلمات، وكأنّ الآية تَنطق بأن ليلة القدر هي ليلة السّابع والعشرين، والله تعالى أعلم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات