معركة حامية الوطيس.. والسبب غياب الشمة 

38serv

+ -

 كانت الساعة تشير إلى تمام السابعة في سابع يوم من شهر الصيام، عاد سي رضوان “الشمايمي”، كما يلقبه الجيران، كعادته محملا بآخر روتوشات ما تتطلبه المائدة الرمضانية، وفي جيبه أكياس من أكلته المفضلة “الشمة” التي قال عنها يوما مازحا إنه يفضلها على أعز أبنائه في هذا الحي الشعبي بمدينة المشرية بولاية النعامة.دخل منزله معرجا على المطبخ لتفقد ما أعدته زوجته مريم، ثم دخل حجرته حيث غير ملابسه، وبينما كان يحضر نفسه لوضوء صلاة المغرب سمع ضجيجا وحراكا وضرب أرجل يصم الآذان، فجمع بقايا جسمه المهترئ وخرج مسرعا يتفقد ما يجري، وهنا وجد أحد أبنائه وسط حلبة يشد بخناق أحد أترابه من أبناء الحي، ولم ينتظر صاحبنا طويلا، فرمى بنفسه وسط الحلبة فوق صدر ذلك الشاب موجها له عدة لكمات على الوجه أدمت أنفه، ما استدعى تدخل الجيران لإنقاذ ذلك الشاب المسكين الذي وجد نفسه أمام خصم في مقام والده. وفي الوقت الذي ظن الجميع أن المعركة قد حسمت، صاح سي رضوان أخرجوا شجعانكم أيها الأنذال، سأريكم اليوم من هو رضوان “الشمايمي”، وما كاد ينهي عبارته حتى رفع صوت أذان الإفطار، فتفرق الجمع إلا سي رضوان الذي أغمي عليه ولم يستيقظ إلا وهو طريح فراشه وأبناؤه من حوله، فأقسم ألا يأكل شيئا إلا بعد إحضار الشاب الذي نزل عند رغبة سي رضوان فعانقه، معترفا بأنه كان ضحية مهلوس لا يحس به سواه، إنها “الشمة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات