38serv

+ -

أيمكن القول إن مصر تتواجد في مرحلة الاغتيالات المخطط لها مع اغتيال النائب العام هشام بركات؟ الأمر يبدو جليا وواضحا، ورأيي أننا دخلنا في دائرة مفرغة من العنف والعنف المقابل، والمعركة ضد الإرهاب يجب أن يقف المجتمع بأكمله ضدها، والمشكلة الحقيقية ليست عسكرية، بل فكرية وثقافية وسياسية، والمواجهة ضد الإرهاب يجب أن تستمر، فهي ليست أمنية بالدرجة الأولى، ولست موافقا على من يقول إن ذلك بسبب الانفلات الأمني في مصر، فهناك مواجهة شرسة مع قوى إرهابية، ما يجعل الأمور بعيدة عن مسألة الانفلات الأمني. فعندما يتعلّق الأمر بمنظمات تكون النتيجة سيئة، لأنه ليس فعلا فرديا، وبذلك وجب جس منابع الإرهاب في الفكر.من المستفيد مما حدث؟ المستفيد الوحيد هم أعداء الأمة، لكن الإسلام السياسي هو المخرب الذي يسعى إلى المزيد، وأنا لست مقتنعا تماما بأن الغرب هو من يقف وراء العمليات، فهو يعاني من الإرهاب، والمأساة عندنا تكمن في أن تاريخنا مليء بالاستبداد، وهو ما يدفع بالشباب إلى الانضمام إلى هذه الجماعات. الوضع القائم في مصر لم يعد يفرق بين الصح والصحيح. نوافق أن جماعة الإخوان المسلمين تريد أن تكون المستقبل، لكن ليس الحرب، فهي تعترف أصلا بأخطائها التي ارتكبتها لما كانت في سدة الحكم. اليوم نعيش حربا على المجتمع المصري، وعلى الإخوان أن يبرزوا موقفهم، إما أنهم مع الإرهاب أو أنهم ضده، وهم الذين يصرحون أنه ليسوا معه. لكن مجرد إصدار بيان لا يكفي، بغض النظر عن حبهم لعبد الفتاح السيسي أو كرههم له، فموقفهم بارد، مع العلم بأني لست مؤيدا للنظام القائم في مصر، بل لدولة 25 يناير التي هوجمت، وليس هناك شك أن الإخوان حاولوا الاستئثار بالحكم وخرّبوا كل شيء وقتها.لكن قد يؤدي ذلك إلى المزيد من التطرف؟ أي مواجهة بالعنف ستبوء بالفشل، ومحكوم علينا بعدها بمحاربتها جميعا، لكن المصيبة أننا لم نعد نفرق بين من يجب محاربتهم فعليا.. الإخوان المسلمون يدّعون أنهم ليسوا مع المنظمة الإرهابية، لكنهم لم يظهروا لنا مواقفهم من هذا الإرهاب. وفي حال بقاء موقفهم على حاله، يحق لنا اتهامهم أنهم وراءه، لأننا متواجدون في موقف يزداد عنفا، وعلى الدولة أن توسع دائرة القوى لمواجهة الإرهاب، بدل محاربة ثورة 25 يناير وشبابها، بل تعطي الأمل لكل القوى وتسعى لتفكيك القوى الدينية السياسية.هل تعتقد أن مصر مستهدفة منذ ثورة 25 يناير؟ لا أؤمن بنظرية المؤامرة.. لما الشعب ضجر من الحكم الموجود، قام بالثورة، وكانت القوة الوحيدة وقتذاك الإخوان المسلمين الذين اتفقوا مع الجيش، ثم دخلا في نزاع، وهو ما يؤكد أن تأثير القوى الخارجية، وبما فيها الأمريكية، محدودة، وبذلك هذه المشاكل محلية بالدرجة الأولى، القوى الخارجية تعبدها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات