اغتيال النائب العام مؤامرة من قبل النظام الانقلابي

+ -

هل دخلت مصر مرحلة الاغتيالات المستهدف مع اغتيال النائب العام هشام بركات؟ الأمر يندرج في سياق الانفلات الأمني، فشخصية كبيرة جدا مثل النائب العام من المفروض أن تكون الحراسة مشدّدة عليه، فلا يمكن في هذا الجو السائد في مصر أن يكون هناك تنسيق ما بين مختلف الأجهزة الأمنية من مخابرات عسكرية والداخلية، ويأتي حادث الاغتيال متزامنا مع الاستعداد الشعبي الضخم الذي كان محضّرا له للخروج إلى الشارع والتنديد بالانقلاب على الشرعية، وأعتقد أن الحادث المفتعل أتى من أجل تخويف الناس وثنيهم عن الخروج، إذ أن أحد مناصري الانقلاب الإعلامي توفيق عكاشة كان قد صرح في أحد البرامج التلفزيونية مسبقا، بأن شيئا ما سيحدث قبيل 30 يونيو، وقبل خروج المتظاهرين للشارع، وبذلك كان لابد من نسج خيوط مؤامرة من قبل النظام العسكري لصرف الناس عن 30 يونيو و3 يوليو، في محاولة للتغطية على الفشل الذريع الذي لحق بالسيسي مع ألمانيا، وقبيل سفره إلى بريطانيا، ليبرز للعالم أجمع أنه يحارب الإرهاب.اختلاف الرواية حول مقتل النائب العام تؤكد أن المؤامرة واضحة الأصابع، وأن جهة أمنية في الدولة قامت بذلك لتلميع صورة عبد الفتاح السيسي، وتغطية ما تقوم به الدولة في سيناء، وما حدث نستنكره بشدة والإخوان المسلمون لا يرضوا أن تتحوّل البلد إلى ساحة لردود الأفعال العنيفة.اتهم الرئيس المعزول محمد مرسي بالمشاركة في التخطيط لقتل هشام بركات؟ مشكل النظام الانقلابي العسكري وكل المعاونين له، أن لهم ثقافة ضحلة وعديمي الخبرة في العمل السياسي، وهو ما كان حاصل في عهد حسني مبارك، الذي كان يعتمد على أهل الثقة وليس الخبرة، ويقول إن عصا الأمن بإمكانها حل المشاكل، والرئيس محمد مرسي موضوع في سجن معزول عن العالم الخارجي، وهذا منتهى الهزل، وأنا على يقين لو سئل عن مقتل النائب العام لاستنكر ذلك بشدة، ولرفض هذا العمل العبثي الهزلي الذي يحدث في مصر.هل العامل الأمني فحسب يمكن أن يحل معضلة اللاأمن في مصر؟ عبد الفتاح السيسي يريد أن يثبت للمنظومة الدولية أنه يقود حربا ضد الإرهاب، ويقصد بذلك الإسلام السياسي. النظام الانقلابي يحاول إيجاد وهم حتى يثبت صحة أقواله أمام الانفلات الأمني الخطير، خاصة وأن السيسي سبق وأن قال إنه لن يحاكم أي عسكري أو شرطي يقتل أيا كان، وإعطاء شرعية للانقلاب العسكري الذي حدث منذ سنتين.. وما يحدث هو استفزاز للشعب المصري، ونحن نرفضه شرعا ووطنية وقانونا، لأن ذلك سيدفع الناس للخروج وأخذ الثأر كل بيده، وفي مصر تحدث “بلاوي” كثيرة الآن، والتحدي الأمني غطاء على الاعتداءات التي يتعرض لها الأهالي في سيناء، وعلى الفساد المالي الكبير، وظهور طبقية اجتماعية شديد الفحش، وتزايد البطالة، وصعوبة الحصول على الرغيف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات