+ -

إذا كانت مراقبة ما تبثه القنوات الفضائية في الجزائر من اختصاص وزارة الاتصال.. فما هو دور سلطة الضبط إذن؟! وماذا تضبط؟!حكاية ڤرين مع القنوات الفضائية تشبه حكاية سلال مع وزرائه في موضوع الفساد!سلال يتهم وزراءه بالتقصير في استعمال المال العام.. ألا يعتبر هذا في حد ذاته تقصيرا من الوزير الأول في مراقبة أداء وزرائه؟! هل يكفي أن يخاطب الوزير الأول الوزراء المقصرين برسالة أو تعليمة ليخلي مسؤولياته عن الفساد والتقصير الذي يقوم به بعض وزرائه؟!سلال لاحظ التقصير من الوزراء بعد حدوثه.. والمطلوب من المسؤول الذي يؤدي واجبه أن يمنع حدوث الفساد قبل وقوعه.. وليس التنديد به بعد وقوعه! لأن التنديد بالفساد والتقصير بعد وقوعه، ليس من اختصاص المسؤول الأول عن الحكومة.. بل هو من اختصاص العدالة.. والعدالة وحدها في الحكومات والدول التي تحترم نفسها !ليس من المناسب أن يترك المسؤول السراق يقومون بالسرقة، ثم يوجه لهم تعليمة لنهيهم عن السرقة!الظاهرة نفسها يمارسها وزير الاتصال ڤرين، ونظيره في سلطة الضبط ميلود شرفي حين يتركان القنوات الفضائية (الأجنبية الجزائرية) تقوم بخلخلة عقول الشباب الجزائري بالعنف والتطرف وتلويث المناخ العام بالرداءة، ثم يوجهان لهذه القنوات تحذيرات مفعولها لا تكون له قيمة أكثر من قيمة الحبر الذي كتبت به هذه التحذيرات؟!سبق للحكومات المتعاقبة أن سيّرت الساحة السياسية بالصورة نفسها التي تسيّر بها الآن الساحة الإعلامية.. وكانت النتيجة أن الحياة السياسية تمت عمليات “صعلكتها” بأشباه أحزاب، وهو ما تعاني منه الحياة السياسية الآن.. كذلك فإن عمليات “صعلكة” الإعلام الفضائي قد تؤدي إلى كوارث تخلخل التوازن العقلي والنفسي لجيل قادم بكامله! وهي لعبة قذرة تلعبها الدوائر الفسادية في قطاع حساس كالإعلام السمعي البصري.إصلاح الأوضاع هنا لا يأتي بتوجيه إنذارات، بل يأتي بوضع سياسة جادة وجدية تعيد للإعلام السمعي البصري العمومي دوره الريادي.. والأمر يبدأ بالتأكيد من رفع يد الحكومة عن القطاع ليصبح قطاعا عموميا، وليس حكوميا.. ويخطئ من يعتقد أن العمومية لا تخدم الحكومية.. بل على العكس من ذلك، (الحكومية) هي التي لا تخدم الحكومة.. عندما تكون الحكومة في خدمة الشعب، لا يمكن أن تتصوروا جهلا بقواعد الإعلام أكثر من ممارسة الرقابة البعدية على وسائل البث الجماهيري.. والرقابة القبلية تكون بوضع هذه الوسائل بين أيدي أهل الصنعة.

[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات