+ -

 عني رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بالتوجّه إلى الحِلْم والحثّ على الاتّصاف به، فقال: “إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْحيي الْحَلِيمَ”. وفي حديث آخر قال عليه الصّلاة والسّلام: “أشدُّكم مَن غلب نفسه عند الغضب وأحلَمُكم مَن عَفَا عند المقدرة”. وجعل الحلم أحد أسباب ثلاثة يبتغى بها الإنسان الرِّفعة عند الله وهي “وصِلْ مَن قطعك وإعطاء مَن حَرَمَك والحِلم على مَن جهل عليك”.ولعلّ أوضح ثمرات الحِلم هو تجنّب الظّلم ولو قلّ، والتّباعد عن الاستجابة لهوى النّفس الغاضبة، ولقد روى عن خامس الرّاشدين الحاكم العادل عمر بن عبد العزيز رضوان الله عليه أنّهم جاؤوا إليه برجل ارتكب خطيئة وكان عمر غاضبًا فقال له الأمير: لولا أنّي غضبان لعاقبتك. وكان رضي الله عنه إذا أراد معاقبة رجل حبسه ثلاثة أيّام فإن أراد بعد ذلك أن يُعاقبه عاقبه، كراهة أن يعجّل عليه في أوّل غضبه.وليس الحِلم رضى بالذّلّ أو تقبّلاً للهوان وإنّما هو ترفّع عن الاستجابة للنّزوة أو التأثّر بالوَسوسة أو مقابلة السُّوء بمِثله، وإلى ذلك أشار الغزالي حين قال: “إنّه لا تجوز مقابلة الغيبة بالغيبة ولا مقابلة التجسّس بالتجسّس ولا السبّ بالسبّ وكذلك سائر المعاصي، وإنّما الجائز هو القصاص على ما ورد به الشّرع.. لا يكون الحلم عن ذلّ بل عن قدرة وعزّة نفس..”، وقال ابن زيدون مادحًا:عطاء ولا من وحكم ولا هوى               وحلم ولا عجز وعزّ ولا كبر

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات