38serv

+ -

حلق، أول أمس، ثلاثة شعراء بالجمهور في فضاء الكلمة والإبداع، في أمسية شعرية رمضانية مميزة احتضنها المركز الثقافي مصطفى كاتب في العاصمة، حيث ألقى كل من الشاعرة عفاف فنوح، بوزيد حرز الله وإبراهيم صديقي قصائد بين العمودي والتفعيلة، أمتعوا من خلالها جمهورا متعطشا للشعر. كانت بداية الأمسية مع الشاعر بوزيد حرز الله الذي فتح صفحات للجمهور من ديوانه الأخير “بسرعة أكثر من الموت”، ليسافر بصوته الجوهري في حب الوطن، يعاتب الواقع، ويسرد آلام وطن مذبوح يستغيث ويعبر إلى جغرافيا البلد حرا، بلا قيود ولا حواجز شعرية، كما قال حرز الله المتمرد على البيت الكلاسيكي مخاطبا عميد العروض “الخليل بن أحمد الفراهيدي”.وفاء بوزيد حرز الله للقصيدة معنون بتجربة عمرها أزيد من 40 عاما، بين التفعيلة والعمودي، في مضارب الشعر المختلفة، كتب عن المرأة، الحب، عن الخيانة، كما كتب في مجموعته الأخيرة الصادرة عن ‘’دار الحكمة’’ في الجزائر ودار العين المصرية، وهو يتمرد عن النصوص الكلاسيكية، ويحاور الـ”قرار’’، ‘’زاوية الشيخ’’، ويمنح المستمع تذاكر للسفر بسرعة أكثر من الموت.واعتلى صدر القصيدة، خلال الأمسية، الشاعر إبراهيم صديقي الذي قرر أن يأخذ استراحة محارب بعد معركة إنجاح الدورة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي قاد دورة هذا العام نحو التنوع والتميز، وقد اختار أن تكون الاستراحة مع عشقه الأبدي “القصيدة” التي يكتبها بلغة “عالية الجودة”، تهتم بالقارئ الحالي ولا تهمل التاريخ وحضارته.كما شنّف إبراهيم صديقي آذان المستمعين في الأمسية الشعرية بقصائد عن المتنبي وأبي نواس، وغازل أحاسيسهم بأخرى عن الحب، قبل أن يرتدي عباءة الصوفية ويحكي حكاية “الصوفية الشاربة للمكان”، في قصائد معتقة بأريج التجربة الأولى من ديوانه “ممرات”، وأخرى محلقة في سماء الخط والكلمة من آخر ما صدر له “حروف تتجرأ” عن المؤسسة الوطنية للطباعة والنشر، الذي نقش لوحاته الخطاط حمزة بونوة. كما كان اللقاء دافئا بصوت المرأة الشاعرة، إذ قدمت عفاف فنوح ومضات شعرية في العشق، الحنين، عن حب توفي في زمن الخيانة والغدر، وآخر معنون بالخلود، كما كتبت في ديوانها الأخير “إنا للحب وإنا إليه راجعون”، وحكت عن قصة اغتيال الطلاق للبداية الجميلة التي تجمع العشاق، وقالت: “طلاق بالثلاث” من ديوانها “البحر يغرق أحيانا”.وقال أحمد ماضي، رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب، في تصريح لـ”الخبر” عقب الأمسية الشعرية، إن النقابة تنوي تنظيم مثل هذه الأمسيات الشعرية باللغات الثلاث العربية، الأمازيغية والفرنسية، موضحا أنه سوف يتم جمع هذه القصائد وإصدارها في كتاب.   

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات