38serv

+ -

 يُروى أنّ أعرابيًا جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسأله شيئًا من المعونة فأعطاه ثمّ قال له: “هل أحسنتُ إليك يا أعربي”؟ فاندفع الأعرابي بجهالة يقول: لا أحسنتَ ولا أجملتَ. فَهِمَّ الصّحابة يريدون البطش بالأعرابي، فمنعهم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وأخذ الأعرابي إلى بيته وزاده في العطاء ثمّ قال له: “هل أحسنتُ إليك”؟، قال الأعرابي: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا. فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إنّك قُلت ما قلت، وفي نفس أصحابي شيء من ذلك فإذا أحببتَ فقُل بين أيديهم ما قلت بين يدي، حتّى يذهب من صدورهم ما فيها عليك، قال نعم، فلمّا كان الغداة أو العشي، جاء الأعرابي فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه: “إنّ هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنّه رضيَ، أكذلك”؟ فقال الأعرابي: نعم جزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة شردت عليه فتبعها النّاس فلم يزيدوها إلاّ نفورًا، فناداهم صاحب النّاقة بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض فردّها هَوِنًا هوْنًا حتّى جاءت واستناخت وشدّ عليها رحالها واستوى عليها، وإنّي لو تركْتُم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النّار”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات