زوجة علي كافي ترد

أستاذ سعد..قرأت مقالكم حول سجن رفات الرؤساء في العالية والغلق عليهم بالأصفاد المسلحة، كما هو حال السجن في السركاجي.. وأشهد أني عندما أذهب للترحم على زوجي علي كافي، يستوجب علي أن أطلب من الحراس أن يفتحوا لي الأبواب المصفَّدة.. صحيح أنهم لا يتأخرون في فعل ذلك، لكن لست أدري لماذا وُضع هؤلاء في السجن بهذه الطريقة؟! أليس من الأفضل الاعتناء بقبور هؤلاء بطريقة أخرى، مثلما هو الحال في مقام الشهيد مثلا؟!من الصدفة أن القبور ضخمة بالرخام وصغيرة في الاهتمام، ومن الصدفة أيضا أن عدد هؤلاء حتى الآن هو ستة (5 رؤساء وأمير) ورقم ستة يرمز للذين فجَّروا ثورة التحرير، ومع الأسف يوجد واحد فقط من جماعة الستة له قبر بين هؤلاء! كما أن العناية بعائلات هؤلاء المضخمة قبورهم في العالية، متفاوتة، فمنهم من تعيش عائلته عناية كبيرة إلى حد الإسراف، ومنهم من تعيش عائلته حد الكفاف.. فالمساواة بينهم في القبور لا تماثلها مساواة في العناية بعائلاتهم.. والحمد لله أن الآخرة بالأفعال وليست بالوجوه.. كما هو الحال في الدنيا!نحن نعيش مفاضلة مؤسفة بين رجالات الثورة والأمة في الموت والحياة على السواء.. فأنا أعتصر من الألم عندما أسمع وأشاهد زعماء من أمثال صالح بوبنيدر، قائد الولاية الثانية، بعد زوجي علي كافي، لا ذكر له، أو أسمع أو أشاهد أحد زعماء الجزائر (الباءات الثلاث).. بن طوبال رحمه الله الذي سبق زوجي كافي إلى قيادة الولاية الثانية، هو الآخر لا ذكر له، وهو من هو في الثورة والاستقلال، أو لا أسمع بمجاهد مثل ڤائد أحمد رحمه الله لا ذكر له، أحس بالألم، وهو من هو في قيادة الأركان وفي جزائر الاستقلال.في المدة الأخيرة تفضلت وزارة الدفاع، والمجاهد ڤايد صالح تحديدا، بتكريم عائلة زوجي علي كافي في أكاديمية شرشال، وهي لفتة كريمة من الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير.. وكم أتمنى أن يشمل الأمر أيضا العديد من المجاهدين الذين يلفهم النسيان ولا يتذكرهم أحد مثل الذين ذكرتهم.. وهم كثر.أقول هذا ونحن على مشارف 5 جويلية عيد الاستقلال.. أليس من الأفضل لنا وللجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير، أن يكرم هؤلاء بالعناية بعائلاتهم وتكريمها في هكذا مناسبة.. هذا الجيش الذي أسسه هؤلاء، وهو بدوره أسس هذه الدولة التي يبدو أنها نسيت أفضال هؤلاء على البلد.وفي الأخير، بودي أن أقول الكثير بهذه المناسبة، ولكن المجال والحيز والمناسبة لا يسمح بذلك.. مع تحياتي.المجاهدة زوجة العقيد علي كافي[email protected]