"نسعى لتأمين موارد ذاتية لاحتياجاتنا الدّعوية والتّربوية والثّقافية"

+ -

أكّد الحاج التهامي ابريز، مدير الوقف الإسلامي في فرنسا، في حوار مع “الخبر”، أن المسلمين في فرنسا بحاجة ماسة لتأمين موارد ذاتية لاحتياجاتهم الدّعوية والتّربوية والثّقافية، لضمان استقلالية مؤسساتهم من أيّ تدخّل أو توجيه من الدّاخل أو الخارج، موضّحًا أنّ المؤسسات الإسلامية ما زالت في حاجة لدعمها من دولها الأصلية وربّما لمائة سنة القادمة.

لماذا الوقف الإسلامي في فرنسا؟❊ الوقف هو أن يوقف النّاس المال ويحوّلونه على شكل استثمار خصوصًا في المجال العقاري، فيَدرّ ريعًا مهمًا، كي يُنفَق على العمل الخيري، وتاريخيًا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم استعمل ضيعة اليهودي الّذي أوصى بها قبل وفاته للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الأوقاف تجربة تتجدّد مع مرور الزّمن وتغطي كلّ حاجات المجتمع المدني وتخفّف العبء على الدّولة، حتّى أنّ المسلمين وضعوا أوقافًا للطيور المهاجرة، كما أنّهم وضعوا أوقافًا للنّاس الّذين لا يستطيعون دفع أموال الاستحمام، الزّواج، التعلّم، الطب والرياضة.والدّولة الوحيدة الّتي لديها أوقاف كثيرة، هي تركيا لأنّها لم تخضع لرقابة الدّولة ولم تستحوذ عليها هذه الأخيرة، بينما في بلاد كثيرة استحوذت الدّولة عليها وأصبح النّاس لا يثقون فيها ولا يعطون أوقافًا جديدة.ونحن من جهتنا نود أن نَنقُل تجربة الوقف الإسلامي إلى فرنسا، وفي الحقيقة لدينا أوقافًا إسلامية كما في أوروبا وفي كلّ الأقطار الغربية، بل والأكثر من ذلك كلّ المدن والجمعيات الإسلامية المحليّة لديها أوقاف، وهذا يُعدّ مكسبًا كبيرًا لنا.ما هي اهتماماتكم في الوقت الرّاهن؟ نشتغل الآن على ثلاثة أمور ونريد أن نوقف المال عليها، الأوّل لدعم المدارس الإسلامية الخاصة والّتي تدخل في شراكة مع الدّولة (أي المدارس المُعتَرف بها من قبل الدولة) لأنّها تُطبّق برنامج التّربية الوطنية وتضيف إليها برامج الثقافة الإسلامية والعربية. والأمر الثاني دعم مَن يَنشر التّعريف بالإسلام وبنبيّ المسلمين بطريقة يفهمها الغربيون، والّتي تَجمَع ما بين الانتماء إلى الوطن والانتماء إلى الدّين، لكن ليس كلّ ما يُنشَر نتبنّاه. والثالث هو إعطاء المِنَح للطّلبة أئمة المستقبل والّذين لديهم اللّباقة واللّياقة ليَعرضوا الإسلام العظيم دين البشرية والإنسانية والرّحمة إلى النّاس كافة.ما هي أهداف مؤسسة الوقف في فرنسا؟ وما هي آليات عمله؟❊ الهدف الأساسي من تأسيس مؤسسة الوقف الإسلامي في فرنسا هو تأمين موارد ذاتية لاحتياجاتنا الدّعوية والتّربوية والثّقافية وإلى غير ذلك، كما أنّنا نريد أن تتمكّن الدّيانة الإسلامية من امتلاك كلّ مقوّمات الاستقلالية عن الدّولة بحيث تكون في حرز ومنعة من أيّ تدخّل أو توجيه، ولتتطوّر كما يريدها أصحابها، ونحن والحمد لله متفائلون بكرم الله وجوده، لأنّ الجمعيات الإسلامية المحلية أخذت المبادرة.هل تعتقد هذا وأنّ أغلب المؤسسات الإسلامية لديها تبعية لبلادها الأصلية وهي الّتي تدفع لها؟ لا، نسبة كبيرة ليست مرتبطة بالخارج، ونحن سنحتاج إلى مساعدة الدول الأصلية ولفترة طويلة ولا يمكننا أن ننقطع عنها وربّما لمائة سنة القادمة، حتّى نستطيع أن نعتمد على أنفسنا ومؤسساتنا.ما هي أهم النشاطات والمجالات الّتي تعملون عليها؟ لدينا مشروع مائة مليون أورو، ونأمل أن يسمعنا إخواننا المحسنين في الجزائر وفي العالم الإسلامي، وحاليًا لدينا مشروع بخمسة ملايين أورو، ونريد أن نشتري قطعة أرض بثمانمائة ألف أورو وبعدها نقوم بقرض من البنك الإسلامي للتنمية بجدة لبناء عمارة كي نؤجّر شققها.ولقد مررنا حتّى الآن بثلاثة مراحل: الأولى التّعريف بالمؤسسة ومشاريعها، هنا في فرنسا وأوروبا والدول الإسلامية كالمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والمملكة المغربية والجمهورية الجزائرية، ولم تنتهي بعد. والمرحلة الثانية هو إعادة هيكلة الوقف حيث حوّلنا المؤسسة من الوقف الإسلامي إلى الوقف الفرنسي، ومن نظام جمعية 1905 إلى نظام جمعية صندوق الهبات، ومن امتيازاته أنّه معفي من الضرائب ويحقّ له أن يتلقّى الهبات والعطايا، وهذا سيمكّننا من التطوّر والتنمية بإذن الله تعالى. والثالث وهو أنّنا والحمد لله دخلنا في مشاريع وبدأنا ننفّذها، وقد أنجزنا عمارة في منطقة بوندي بها تسع شقق وكلّفت حوالي مليون ومائتي ألف أورو، وتدخّل لنا حوالي سبعة آلاف شهريًا.وما هي مشاريعكم في المستقبل؟ لدينا طموح إن شاء الله تعالى بأن نجعل الوقف الإسلامي في فرنسا يستطيع دعم كلّ المشاريع، ربّما في المستقبل نزيد من التوسّع في عدّة مجالات، وحاليًا نُفكِّر في بناء دور لكبار السن (العجزة) من المسلمين لأنّهم في حاجة لرعاية خاصة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات