+ -

بمرور الأسبوع الأول من شهر رمضان من السنة الماضية، لم يحدث أن مر “س” على محل بيع الزلابية بالمكان القريب من سكناه، هذا النوع من الحلويات الذي يصبح بسعر الذهب في رمضان والمطلوب رقم واحد على المائدة طيلة هذا الشهر. لكن طبع صاحبنا الهادئ جعله ينأى عن كل موقع أصيب بلعنة الزحام، إلا أن ذلك اليوم كان استثنائيا في حياته، لقد وقع تحت تأثير ابنته الصغرى المدللة التي تصوم لأول مرة، والتي ألحت عليه أن يقتني لها رطلا منها.

رضخ للطلب وخرج قاصدا المحل القريب، في تلك اللحظات رأى أن تحقيق طلب ابنته مستحيل، ومع ذلك ظل معلقا بالطابور الذي سرعان ما تحول محيطه إلى معركة حامية الوطيس، لقد أخلّ البائع بما تفرضه مقتضيات “كل ودوره”، وكان أحد الأسلحة التي استعملت في معركة الزلابية حجر أخطأ وجهته ليصيب رأس “س” الذي وجد نفسه في غرفة الإنعاش. استفاق من غيبوبته على وقع بكاء ابنته المدللة، وأقسم وابنته بأغلظ الإيمان أن بينهما والزلابية طلاق بائن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات