+ -

لمّا كان سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو إمام النّبيين وخاتم المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كان من الطّبيعي أن يُوضع في يده زمام الإمامة الخلقية بين هؤلاء الكرام. فلم يكن غريبًا أن يوجّهه ربّه تعالى إلى قمّة هذه الزّعامة حين يقول له: {خُذْ الْعَفْوُ وَأمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الأعراف:200.

ثمّ يمنّ عليه بما يسّر له من أسباب هذه الزّعامة الخَلقية فيَقول له جلّ ذكره: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لَنِتَّ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظٌ الْقَلْبِ لاَنْفَضُوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلَ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران:159، فهي رحمة الله الّتي نالته ونالتهم، فجعلته عليه السّلام رحيمًا بهم، ليّنًا معهم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات