عندما يتم تشجيع الرداءة، وليس الكفاءة، فانتظر تسارع الانتقال من السيئ إلى الأسوأ.. عندما بلغ سعر البطاطا في سنوات مضت 100 دج، خرج وزير الفلاحة آنذاك، الذي بدّدت في عهده الأموال، ليقول إنه (هو) يشتريها بـ35 دج فقط.وزير التجارة تكلم عن استقرار السوق في رمضان 2015، وهو دون شك يعلم أو لا يعلم أن الاستقرار جاء نتيجة حتمية لقلة الطلب، بعد السقوط الحر للدينار، وليس لوفرة الإنتاج أو لارتفاع الإنتاجية والمردودية.هولندا تمكنت من تقنين تدخين الحشيش في المقاهي، بينما الجزائر لا تريد أن تقدر على تقنين البث التلفزي من داخل الوطن، ولا البيع والشراء للعملات داخل البنوك والأكشاك، وليس في الساحات. الزميلة “الوطن” تكلّمت عن القنوات (الوطنية؟!) التي تنشط على التراب الوطني، ولكنها تبث من خارج الجزائر لعدم حصولها على التراخيص للعودة إلى البلاد (؟!).من هو هذا السلفي الذي لم تقدر عليه لا وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لا وزارة العدل ولا حتى وزارة الداخلية والدفاع، وإلا كيف نفهم أن الجنود يضحون بأرواحهم وأسرهم لملاحقة واستئصال الفكر التكفيري الإرهابي من الوطن ثم يترك البهلوانيون يمجدون داعش الإرهابية المرتزقة، بل ويدعون إلى قتل الجزائريين الذين يختلفون عنهم. المشكل ليس فقط في التضييق، وإنما أيضا في الابتذال في الاحتكار واحتقار رغبات وذوق المشاهد.. الممثلون والفنانون أنفسهم، الصحافيون (المحللون) أنفسهم، المسلسلات المستوردة نفسها، وجوه المسلسلات المحلية نفسها، ركاكة الومضات الإشهارية وفي أغلب القنوات.. هي نفسهاǃ صالح الجزائر“... هنا احترمك لأنك ضربت مؤسسة “الخبر” في الصميم.. واحترم رئيس تحرير “الخبر” لأنه سمح لك بالنقد الذاتي لهذه المؤسسة، ولهذا نحب هذه المؤسسة، لأنها مؤسسة محترمة”! أحمد: الجزائر.نعم.. المجال الفضائي الوطني ما يزال شبه محتل بالكامل، خاصة في جانبه المتعلق بالأخبار الوطنية والدولية، وبالجانب السياسي وحرية الرأي.. والرأي العام تتقاسمه الفضائيات الأجنبية، كما تتقاسم النساء قلب العاشق الولهان! جزء أخذته فضائيات الابتذال الأجنبية في الجزائر، فقد حررت الرداءة والابتذال فقط، ولم تحرر أي جزء من الرأي العام المستنير.. فكانت هذه القنوات نسخة مشوهة لليتيمة التي أفشلتها الحكومة.إنه من المؤسف حقا أن تصبح قناة مثل قناة “فرنسا 24” أكثر وطنية وموضوعية في معالجة القضايا الوطنية، من قنوات التلفزة الحكومية أو الخاصة في الجزائر؟!ومثلما أنشأت السلطة أحزابا مشوهة ومعتوهة، فيها عاهات خلقية من جينات الأفالان... جاءت أيضا قنوات الابتذال الفضائي مشوهة هي الأخرى.. وقد نصل إلى حالة تصبح فيه هذه النفايات الفضائية غير قابلة للرسكلة.البلاد فعلا في حاجة إلى ثورة تقلب أوضاع السياسة والإعلام رأسا على عقب، فالتلوث السياسي هو الذي أوصلنا إلى هذا التلوث الإعلامي الفضائي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات